في جريمة صادمة تعكس وحشية لا توصف وانحطاطاً أخلاقياً غير مسبوق، أقدمت ميليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الساعات القليلة الماضية، على اغتيال الشيخ الدكتور محسن دوش، شيخ القراءات ومدرب الحفاظ في مركز الإقراء بمحافظة الحديدة، بطريقة بشعة هزّت اليمن وأحرجت الصمت الدولي المتواطئ.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد أقدم مسلحو الميليشيا على الاعتداء على الشيخ محسن دوش في العاصمة المحتلة صنعاء، حيث قاموا بإطلاق تسع رصاصات على جسده، قبل أن يصبّوا عليه مادة الأسيد الحارقة، ويحرقوا سيارته، ثم يتركوه يصارع الموت في غرفة الإنعاش، بين الحياة والموت، حتى فارق الحياة متأثراً بجراحه.
الشيخ محسن دوش لم يكن مجرد عالم، بل كان منارة يهتدي بها مئات الحفّاظ والحافظات، ورمزاً للعطاء والاعتدال والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. فقد خسرت اليمن برحيله أحد أعمدتها الدينية والتربوية.
هذه الجريمة ليست الأولى، لكنها الأخطر في سلسلة الاستهداف الممنهج الذي تنتهجه ميليشيا الحوثي ضد العلماء والدعاة وكل من يرفع صوته بالحق. إنها محاولة مكشوفة لإسكات الكلمة الحرة، وتفكيك ما تبقى من النسيج الديني والاجتماعي في البلاد.