شهدت العاصمة عدن، اجتماعاً عسكرياً – دبلوماسياً رفيع المستوى جمع وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التهديدات الحوثية للملاحة الدولية وتحذيرات رسمية من تحوّل اليمن إلى "منصة إطلاق إيرانية" لابتزاز الإقليم والعالم.
اللقاء، الذي حضره أيضاً نائب وزير الخارجية مصطفى النعمان، ضم سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن جابريال فينالس، وسفراء فرنسا، ألمانيا، هولندا، ونواب سفراء فنلندا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مدير التعاون الأوروبي جوست موهلمان.
وزير الدفاع لم يُجامل في حديثه، بل وجّه رسالة مباشرة وصريحة: "مليشيا الحوثي الإرهابية لم تعد خطراً محلياً فحسب، بل أصبحت أداة إيرانية متقدمة تهدد خطوط التجارة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وتحوّل اليمن إلى ميدان مفتوح لاختبار الصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة المتطورة".
وأكد الفريق الداعري أن المليشيا تواصل التخادم مع التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، مثل تنظيم الشباب الصومالي، من خلال شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات العابرة للبحار، مما يجعل من دعم قوات خفر السواحل والقوات المسلحة اليمنية ضرورة إقليمية ودولية عاجلة، لا خياراً دبلوماسياً مؤجلاً.
وقال وزير الدفاع إن الحكومة الشرعية كانت ولا تزال تمد يدها للسلام، وتدعم جهود الأشقاء والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب، لكن الواقع أثبت مراراً أن مليشيا الحوثي لا تفهم إلا لغة القوة، مشدداً: "كل اتفاق سياسي معها بدون سيف القانون لن يكون سوى استراحة للدمار القادم".
في المقابل، عبّر سفراء الاتحاد الأوروبي عن قلقهم العميق من تصاعد التهديدات البحرية، وأكدوا دعمهم المتجدد لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، واستعداد بلدانهم لتعزيز التعاون المشترك من أجل السلام، بما يشمل تأمين الممرات الملاحية ومواجهة التحديات الأمنية والإنسانية.