شهدت محافظة تعز خلال الأيام الماضية ارتفاعًا جنونيًا في أسعار قوالب الثلج، ما أثار موجة من السخط والغضب بين السكان، خصوصًا مع ازدياد الحاجة لهذه المادة الأساسية في ظل موجة الحر الشديد التي تضرب المدينة.
وقفزت أسعار قوالب الثلج بشكل مفاجئ بنسبة تقارب 50%، كأعلى نسبة زيادة منذ سنوات، ما شكل معاناة إضافية تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة، خاصة على خلفية الارتفاع الكبير في أسعار صهاريج المياه، الأمر الذي أثّر بشكل واضح على حياة المواطنين الذين يعتمدون بشكل كبير على شراء الثلج، في ظل أجواء خانقة تصل درجة الحرارة فيها إلى 44 مئوية، مع نسبة رطوبة عالية جداً، يقابلها تجاهل من السلطات المحلية لمعاناة السكان.
ووفقاً لشهادات عدد من المواطنين، فقد وصل سعر قالب الثلج إلى 11,000 ريال، بعد أن كان يُباع بـ7,000 ريال فقط، كما ارتفع سعر صهريج المياه ليصل إلى 60 ألف ريال في بعض الأحياء، بينما كان لا يتجاوز 25 ألف ريال قبل فترة قصيرة.
وأعرب كثير من سكان تعز عن استيائهم من هذه الارتفاعات الجنونية، مطالبين الجهات المعنية بوضع حد لهذه الظواهر، واتخاذ إجراءات حاسمة لضبط الأسعار ومنع استغلال حاجة الناس في ظل هذه الظروف الصعبة.
وقال أحد المواطنين: “كيف يمكننا شراء قالب ثلج بسعر 11 ألف ريال، أو صهريج مياه بـ60 ألف ريال؟! هذه الأسعار خيالية لا تتناسب مع قدرتنا الشرائية”.
وأضاف آخر: “هذه الأزمة تُضاف إلى باقي الأزمات التي نعاني منها، مثل انقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وغلاء المعيشة بشكل عام، فضلًا عن انعدام معيار الجودة في الخدمات الصحية المقدمة بالمستشفيات الحكومية".
من جهته، قال الناشط المعروف طلال الشرجبي إن "مصانع الثلج تقدم هذه الأيام للمستهلك قالبًا أجوفًا بوزن الريشة، وسط غياب تام للرقابة الرسمية"، مؤكدًا أن "مصانع الثلج كانت تبيع القالب سابقًا بسعر أرخص وبمواصفات أفضل، لكن من أمن العقوبة أساء الأدب".
وخاطب الشرجبي الجهات المسؤولة قائلًا: "يا هؤلاء، الغش والتطفيف أمر لا يمكن قبوله أو تمريره، وتفعيل مبدأ الرقابة الرسمية وتطبيق القوانين والأنظمة ضد المخالفين مطلب شعبي وجماهيري".
وتابع: "لا تجار ضبطتم، ولا أسعار ثبتم، ولا أفران ألزمتم.. قوموا بواجبكم ومهامكم حتى لا تصبح المطالبة بإقالتكم في حال استمرار تقصيركم مطلبًا شعبيًا وجماهيريًا. فهناك من هو أجدر وأحرص على مصلحة المواطن منكم".
واختتم منشوره بعبارة لاذعة قائلاً: "اشتحطوا يرحمكم الله".