في مهمة ميدانية جريئة إلى إحدى أكثر المناطق تضرراً من الحرب، كشفت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم، عن مشاهد صادمة لانتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مديرية المسيمير بمحافظة لحج، وسط معاناة إنسانية خانقة لا تزال تحاصر الأهالي منذ سنوات.
وجاء النزول بقيادة عضوات اللجنة القاضي صباح علواني، القاضي إشراق المقطري، والقاضي جهاد عبد الرسول، برفقة فريق متخصص من الباحثين الميدانيين، حيث تم رصد وتوثيق انتهاكات مروعة طالت الحق في الحياة والسلامة الجسدية في مناطق مثل حبيل حنش، عهامة، مكيبين، والسراحنة، وسط شهادات مؤلمة عن عمليات قتل وتهجير ممنهج.
ووثقت اللجنة شهادات لـ174 شخصاً، بينهم ضحايا وشهود عيان، تحدثوا عن جرائم استهداف مباشر للمدنيين، وزراعة ألغام في المزارع والطرقات، إلى جانب تفجير منازل وتدمير منشآت حيوية بينها مدرسة ومسجد وجسر عقان وعبّارة الطنان.
وتضمن التقرير الميداني شهادات لسكان تم تهجيرهم قسرياً من قرى القُرين، مُريب، وحبيل سويداء، سردوا فيها تفاصيل الانتهاكات التي تعرضوا لها، ومآسيهم المستمرة في ظل غياب الحماية وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية بسبب استمرار القصف وتمركز الاشتباكات في محيط مناطقهم.
وأكدت اللجنة في ختام نزولها استمرار التحقيقات الميدانية لكشف الحقيقة، وتحديد المسؤولين عن الانتهاكات التي طالت المدنيين الأبرياء، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحماية السكان وتجنيبهم المزيد من ويلات الحرب.