يتصاعد الغضب الشعبي في محافظة تعز ضد ما يصفه ناشطون بـ"تحالف الفساد والمحسوبية" بين المحافظ نبيل شمسان وقيادات حزب الإصلاح، متهمين الطرفين بتحويل مؤسسات الدولة إلى مزارع خاصة لنهب الموارد وتوزيع النفوذ، في وقت يئن فيه المواطن تحت وطأة الفقر والحصار وتدهور الخدمات.
وبينما يحاول إعلام الإصلاح تسويق المحافظ شمسان ككبش فداء للفساد المتفشي، يرد ناشطو تعز بأن اللعبة مكشوفة، وأن الطرفين شريكان في العبث بمصير المحافظة، حيث يمسك الإصلاح بمفاصل القرار العسكري والأمني والمالي، بينما يغطّي المحافظ على الفاسدين ويشرعن استمرار النهب المنظم.
ويرى مراقبون أن ما يدور بين المحافظ وقيادات الإصلاح من توتر ليس صراعاً على مصلحة تعز، بل تنازع على الكعكة والامتيازات، في مشهد يعكس انهيار مؤسسات الدولة المحلية وتحولها إلى أدوات لخدمة مصالح حزبية وشخصية ضيقة.
السكان، من جهتهم، يواجهون أوضاعاً معيشية تزداد قسوة يوماً بعد يوم، في ظل انعدام المياه والكهرباء وغياب الخدمات الصحية والتعليمية، دون أن تلوح في الأفق أي حلول واقعية من السلطة المحلية الغارقة في الصراعات والتلاعب بالمال العام.
ويؤكد الناشطون أن تعز أصبحت رهينة لتحالف شمسان – الإصلاح، وأن معاناة أبنائها لا يمكن أن تنتهي ما لم تُكسر هذه المنظومة المتغولة التي جعلت من الحرب والحصار غطاءً لتمويل فسادها وإثراء أقطابها.
"تعز اليوم لا تحتاج خطباً ولا شعارات، بل تحتاج إلى إنقاذ من قبضة لصوص الشرعية وسماسرة الحرب الذين حولوا مآسي الناس إلى فرص للاستثمار السياسي والمالي"، هكذا يصف أحد أبناء المدينة حال محافظته.