تطوّر أمني خطير يكشف عمق التصدع داخل المنظومة الحوثية، تمثل في تعرّض أحد المستودعات المركزية لإدارة أمن محافظة إب لعملية نهب منسّقة ليلة أمس، انتهت باختفاء أكثر من أربعين بندقية متنوعة وكميات ضخمة من الذخائر والمعدات العسكرية، وسط ذهول الشارع المحلي وتساؤلات صاخبة عن المسؤول الحقيقي.
مصادر ميدانية أكدت أن اللصوص اقتحموا المخزن الواقع في نطاق حراسة مشددة، مستخدمين مفاتيح مطابقة للأقفال الأصلية، ما يرجّح فرضية “التواطؤ الداخلي”.
ومع بزوغ الفجر، اكتُشف الفراغ المريع على الرفوف، ليتحوّل مقر الأمن إلى ثكنة استنفار: نقاط تفتيش طارئة، ودوريات تجوب أحياء المدينة بلا توقف.
التحقيقات الأولية قادت إلى توقيف أحد المتهمين، ليتكشف سريعاً أن الخيط يمتد إلى قيادي حوثي نافذ يُشتبه في أنه العقل المدبّر للعملية.
هذا المعطى دفع مراقبين لوصف الحدث بأنه “فضيحة فساد مؤسَّسي” لا مجرد سرقة عابرة، ويطرح علامات استفهام قاسية حول سلامة المخازن الأخرى وقدرة الجماعة على ضبط عناصرها.
الحادثة تأتي في وقتٍ تشهد فيه مناطق سيطرة الحوثيين طفرة في السوق السوداء للسلاح وتزايد جرائم النهب المنظم، ما يفاقم مخاوف السكان من انزلاق أمني أوسع.
وحتى اللحظة، لم تصدر سلطة الأمر الواقع التابعة لمليشيا الحوثي في إب أي بيان رسمي، فيما يترقب الشارع نتائج التحقيق وما إذا كانت ستُترجم إلى محاكمات حقيقية أم تُجهَض كالسوابق.