تشهد العاصمة عدن موجة جديدة من تفشي وباء الكوليرا بشكل حاد وخطير، وسط تحذيرات رسمية من انهيار القطاع الصحي وعجز تام في مواجهة الأزمة بعد انسحاب المنظمات الداعمة، وعلى رأسها منظمة الهجرة الدولية.
وفي رسالة عاجلة وجهها إلى وزارة الصحة، وصف مدير مكتب الصحة بعدن، الدكتور أحمد البيشي، الوضع الراهن بأنه "كارثي بكل المقاييس"، مؤكداً أن معدل الإصابات تجاوز 40 حالة يوميًا، في وقت تعمل فيه المرافق الصحية بلا تمويل، وبطاقم شبه معدوم.
وقال البيشي إن منظمة الهجرة أوقفت دعم مركز عزل الكوليرا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما تسبب في شلل شبه تام للعمليات الطبية، مشيرًا إلى أن الطاقم المتبقي يعمل حالياً بشكل تطوعي، دون أي دعم لوجستي أو تغطية تشغيلية.
ورغم دخول منظمة الصحة العالمية على خط الأزمة مؤخرًا، إلا أن مساهمتها كانت محدودة جدًا، حيث لم توفر سوى ثلاثة أطباء وتسعة ممرضين، وهو عدد "لا يكاد يُذكر" مقارنة بتزايد الحالات وغياب الخدمات الأساسية، وفقًا لتصريحات البيشي.
الوضع المأساوي ينبئ بكارثة إنسانية وشيكة، خاصة في ظل الازدحام السكاني وتردي خدمات المياه والصرف الصحي، وهو ما يجعل البيئة مهيأة تمامًا لتوسع رقعة الوباء في مختلف مديريات عدن، وربما إلى محافظات أخرى.
ويطالب مسؤولو القطاع الصحي بسرعة تدخل عاجل من قبل الحكومة والمنظمات الدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يتحول تفشي الكوليرا إلى وباء خارج السيطرة يهدد حياة الآلاف.