مشهد أعاد إلى الأذهان أسوأ مراحل القمع، بعد أن اقتحمت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الخميس عدداً من أحياء مدينة الحديدة ونفذت حملة مداهمات واقتيادات طالت إعلاميين ونشطاء بارزين، في تصعيد خطير يضرب ما تبقى من هامش الحريات بالمدينة الساحلية الخاضعة لسيطرتها.
وأفادت مصادر محلية بأن عناصر حوثية مدججة بالسلاح اقتحمت منازل كل من المصور عبدالجبار زياد، والمخرج عبدالعزيز النوم، والمصور عاصم محمد، والناشط حسن زياد، قبل أن تقوم باختطافهم واقتيادهم إلى وجهات مجهولة، دون تقديم أي أوامر قضائية أو توضيح لأسباب الاعتقال.
وتأتي هذه الحملة التعسفية في وقت تواصل فيه الجماعة فرض قبضة أمنية مشددة على مدينة الحديدة، وسط تصاعد حملات الترهيب والاستدعاءات غير القانونية بحق الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
ويرى مراقبون أن هذه الممارسات تؤكد أن ميليشيا الحوثي ماضية في سياسة تكميم الأفواه وكسر كل صوت يرفض الانصياع لروايتها الواحدة، وسط صمت دولي مريب تجاه ما يتعرض له النشطاء من قمع وانتهاكات صارخة.
وتسود المدينة حالة من الذعر في أوساط العاملين في المجال الإعلامي ومنظمات المجتمع المدني، في ظل غياب أي حماية قانونية أو ضمانات حقوقية في مناطق تسيطر عليها الجماعة بالقوة والبطش.