خطوة بالغة الأهمية وذات دلالات سياسية وإنسانية، تمثلت في إعلان منظمة "رعاية الأطفال الدولية" استكمال نقل مقرها الرئيسي وعملياتها من العاصمة المحتلة صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، إلى مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وسط ترحيب رسمي واسع من الحكومة اليمنية.
وتعد المنظمة أول كيان دولي إنساني يتخذ قرارًا صريحًا بإنهاء وجوده في صنعاء، في ظل تصاعد الانتهاكات الحوثية بحق المنظمات الإغاثية وموظفيها، والتي شملت التضييق والاعتقال ومصادرة حرية العمل.
جاء ذلك خلال لقاء رسمي في عدن جمع وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد الزعوري، بمدير مكتب المنظمة في اليمن محمد مناع، حيث أعرب الوزير عن تقدير الحكومة لهذه الخطوة الشجاعة، مؤكدًا أنها تشكل بداية لتحول مرتقب في عمل المنظمات الدولية من مناطق سيطرة الحوثي إلى المناطق الآمنة الواقعة تحت سلطة الدولة.
وناقش اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك، ووضع خطة لتوسيع برامج الحماية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، إلى جانب تدريب الكوادر المتخصصة في إدارة الحالة في مختلف المحافظات المحررة.
ويأتي هذا التحرك بعد مطالبات رسمية متكررة من الحكومة اليمنية للمنظمات الدولية بنقل أنشطتها ومقارها من صنعاء، عقب تصاعد الاعتداءات التي طالت موظفيها، بما في ذلك اختطافات واحتجازات تعسفية من قبل الحوثيين.
ويرى مراقبون أن خطوة "رعاية الأطفال" قد تفتح الباب أمام موجة انسحابات مماثلة لمنظمات أخرى، ما يمثل صفعة قوية للحوثيين الذين حاولوا استغلال العمل الإنساني كأداة للضغط والابتزاز.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة "رعاية الأطفال" تُعد من أعرق المنظمات الدولية في مجال الطفولة، وتنفذ مشاريع إنسانية واسعة النطاق تشمل الغذاء، والصحة، والتعليم، وحماية الطفولة، في أكثر من 100 دولة حول العالم.