صرخة استغاثة غير مسبوقة، أطلقت 116 منظمة إنسانية دولية وأممية ومحلية، اليوم الثلاثاء، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، مطالبة بتحرك فوري لإنقاذ اليمن من كارثة وشيكة تهدد حياة ملايين السكان، وسط انهيار اقتصادي شامل واستمرار النزاع الدموي الذي دخل عامه الحادي عشر.
جاء هذا التحذير قبل ساعات من انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث تأمل المنظمات في انتزاع تعهدات تمويلية لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025، والتي لم يُموَّل منها حتى اللحظة سوى أقل من 10%، وفق البيان المشترك.
وأكدت المنظمات أن اليمن "يقف على حافة الهاوية"، في ظل نقص تمويل كارثي يهدد بوقف المساعدات الأساسية للفئات الأشد ضعفاً، من نساء وأطفال ونازحين، ما قد يتسبب بانتكاسة إنسانية تفوق كل ما شهدته البلاد منذ اندلاع النزاع.
ورغم تصاعد التحديات الميدانية، بما فيها القيود الأمنية ومنع الوصول واحتجاز موظفي الإغاثة، قالت المنظمات إنها لا تزال تبذل جهوداً جبارة لتقديم الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، خاصة في المناطق الأشد تهميشاً.
البيان دعا الدول المانحة إلى تقديم تمويل مرن وفوري، وتحويل وعود الدعم إلى أفعال ملموسة، محذراً من أن التأخير أو التجاهل سيفضي إلى فقدان ما تحقق سابقاً، ودخول اليمن في نفق مظلم يصعب الخروج منه.
كما شدد على أن إنهاء الحرب هو الحل الجذري للأزمة، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط الجاد لاحترام القانون الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وإزالة العوائق أمام وصول المساعدات.
ويأتي هذا التصعيد الإنساني بينما ترتفع وتيرة التحذيرات من مجاعة محتملة، وانفجار اجتماعي إذا استمر التخاذل الدولي تجاه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم المعاصر.