اختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية يوم الإثنين أستاذ التاريخ في جامعة صنعاء، الدكتور سعيد الغليسي، من داخل الحرم الجامعي، واقتادته إلى أحد مراكز الاعتقال التابعة لجهازها الأمني، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا خطيرًا ضمن حملة ممنهجة تستهدف الأصوات الحرة.
وأكد الغليسي، في بيان نشره على صفحته بموقع "فيس بوك"، أن عملية الاختطاف تمّت بأوامر مباشرة من المدعو "أبو هاشم"، مسؤول جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في الجامعة، وبموجب مذكرة اتهام ملفقة تتهمه زورًا بـ"الاعتداء على رئيس الجامعة"، وهي تهمة نفى صحتها جملة وتفصيلًا.
وأشار الدكتور الغليسي إلى أن رئيس الجامعة نفسه نفى أي علاقة له بالبلاغ الأمني، مؤكدًا أن القضية برمتها تقف خلفها جهات حوثية أرادت تصفيته معنويًا نتيجة مواقفه السياسية وانتمائه لحزب المؤتمر الشعبي العام وولائه للقيادي أحمد علي عبدالله صالح.
وقال الغليسي في تصريحه: "نشأت على الوطنية لا على ثقافة الأجهزة الأمنية القمعية. مواقفي السياسية ثابتة ولن أتنازل عنها، وإذا أرادوا اعتقالي، فليكن ذلك بشرف، لا عبر فبركات رخيصة".
الاعتقال الذي استمر لساعات داخل مركز أمن "14 أكتوبر"، أعاد إلى الواجهة المخاوف المتزايدة بشأن أمن وسلامة الأكاديميين في مناطق سيطرة الحوثيين، خصوصًا أولئك الذين يعبرون عن آراء مناهضة للجماعة أو يرفضون الانصياع لأجنداتها.
وتُعد هذه الحادثة أحدث حلقة في مسلسل طويل من الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق الأكاديميين والنخب الفكرية منذ انقلابها على مؤسسات الدولة عام 2014، وسط صمت مخزٍ من المؤسسات التعليمية والنقابات الرسمية.