وثق مقطع فيديو متداول لحظة هبوط طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، اليوم السبت، وسط تصاعد غبار كثيف من المدرج، ما كشف عن خلل خطير في أعمال الصيانة والتأهيل التي أجرتها مليشيا الحوثي على عجل، عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
الطائرة التي كانت تقل 138 راكباً من مطار عمان، كادت أن تتحول إلى كارثة جوية بعد أن بدأ الغبار يتصاعد قبل حتى أن تلامس عجلاتها الأرض، في مشهد أثار ذهول الركاب وتساؤلات فنية حول جودة المدرج ومدى مطابقته للمعايير الدولية.
ناشطون وخبراء طيران وصفوا المشهد بأنه دليل صارخ على "رصف طريق وليس تأهيل مدرج مطار"، مؤكدين أن رداءة البنية التحتية وهشاشة المواد المستخدمة كادت أن تؤدي لانفجار الإطارات أو انحراف الطائرة، خاصة أن الهبوط تم على مدرج تم تأهيله بعد استهداف المطار بخمس غارات إسرائيلية دمّرت بنيته السابقة بالكامل.
وأكدت مصادر فنية أن مليشيا الحوثي استخدمت مواد إسفلتية غير مخصصة للطيران التجاري، وأن ما حدث يمثل "قنبلة موقوتة" تهدد كل رحلة قادمة أو مغادرة.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يعيش فيه مطار صنعاء حالة من الفوضى، حيث تم تدمير 13 طائرة خلال قصف إسرائيلي الأسبوع الماضي، ولم تنجو سوى الطائرة التي ظهرت في الفيديو، لتنجو من الحرب وتقع ضحية الإهمال والتلاعب الحوثي.
منظمات حقوقية ومهندسون يمنيون حمّلوا جماعة الحوثي المسؤولية، واتهموها بتحويل المطار إلى منصة عسكرية تفتقر لأبسط معايير السلامة، في ظل غياب تام للرقابة الدولية على إجراءات الصيانة.