موقف جريء لفت الأنظار داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث طالب رئيس رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة، المحامي محمد علي علاو، بتغيير المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، محمّلًا الأمم المتحدة مسؤولية الإخفاق في إدارة الملف اليمني، وذلك خلال إحاطته الشفهية أمام مؤتمر دولي في نيويورك يناقش تنفيذ الهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة.
علاو، الذي تحدث باسم منظمته ذات الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، لم يتردد في انتقاد الأداء الأممي حيال الأزمة اليمنية، معتبرًا أن فشل المبعوث الحالي في إحداث أي اختراق سياسي ملموس انعكس في تآكل ثقة اليمنيين بجدوى الوساطة الدولية.
وقال علاو إن اليمن غارق في واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في العالم، حيث أدت الحرب المستمرة إلى انهيار مؤسسات الدولة، وتفشي الفساد، وتدهور العدالة، وسط سيطرة مليشيا الحوثي بالقوة على مؤسسات الدولة في الشمال، وتشرذم السلطة الشرعية في المناطق المحررة.
وسلط الضوء على الانتهاكات المتزايدة ضد الصحفيين والنشطاء، وتسييس القضاء، وانعدام المساءلة، مؤكدًا أن تحقيق السلام لا يمكن أن يتم إلا بوجود مبعوث كفء يفهم عمق الأزمة وتفاصيلها.
وفي رسالة مباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا علاو إلى "تعيين مبعوث أممي جديد قادر على كسب ثقة الأطراف اليمنية، ويعمل بجدية على وقف الحرب، وفتح مسار سياسي جامع، وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني".
وختم علاو بالإشارة إلى أن استمرار الوضع الحالي يقوّض جهود المجتمع الدولي في تحقيق الهدف السادس عشر من التنمية المستدامة، مشددًا على أن الوقت قد حان لإحداث تغيير حقيقي في نهج الأمم المتحدة تجاه اليمن.