تطور لافت ينذر بتصعيد خطير، وصف الكاتب والمحلل السياسي محمود الطاهر الدعوات الأخيرة التي أطلقتها ميليشيا الحوثي، يوم السبت، للتعبئة الشاملة والنفير العام بأنها إعلان حرب صريح ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وذلك بعد بث تقارير عبر قناة "المسيرة" التابعة للجماعة تدعو فيها إلى التوجه الفوري للجبهات ومناطق القتال.
وقال الطاهر في تصريح مقتضب: "الحوثي يعلن الحرب على الشرعية"، في إشارة واضحة إلى أن هذه التحركات ليست مجرد استعدادات اعتيادية، بل تؤكد نية الجماعة تفجير الوضع عسكرياً من جديد.
من جانبه، اعتبر الصحفي ماجد الداعري أن التوقيت المفاجئ لهذه التعبئة يطرح علامات استفهام، خاصةً في ظل ما وصفه بـ"الهدوء النسبي في الجبهات"، وتوقف الهجمات الأمريكية ضد مواقع الحوثيين مؤخرًا.
وأضاف الداعري أن الخطاب الجهادي المتصاعد من زعيم الجماعة، والدعوة لما يُسمى "ميادين الشرف"، تتزامن مع تصريحات مهدي المشاط، رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، الذي شدد بدوره على "الاستعداد لمواجهة أي تصعيد محتمل".
وتساءل الداعري في ختام حديثه: "هل نحن أمام تحرك استباقي لإعادة ترتيب صفوف الجماعة؟ أم أنها مناورة سياسية تحت غطاء الجهاد؟"، مشيرًا إلى أن هذه التحركات قد تكون محاولة لفرض واقع ميداني جديد في ظل تعثر المسارات السياسية.
وتعكس هذه التطورات أن المشهد اليمني ربما يكون على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، في وقت يتطلع فيه اليمنيون إلى انفراجة سياسية طال انتظارها.