في تطور لافت بعد أسابيع من الجمود البحري والتوترات العسكرية، بدأت أكثر من 15 سفينة تجارية، تحمل على متنها نحو 200 بحار، اليوم الخميس، التوجه نحو ميناء رأس عيسى على السواحل الغربية لليمن، لتفريغ شحناتها التي كانت محتجزة في عرض البحر بفعل تصاعد المخاطر الأمنية في البحر الأحمر.
ووفقًا لمسؤولين في قطاع الملاحة البحرية تحدثوا لوكالة "رويترز"، فإن معظم هذه السفن عبارة عن ناقلات وقود وغاز مسال، ظلت عالقة بفعل التهديدات المتزايدة والهجمات التي استهدفت سفنًا تجارية خلال الأسابيع الماضية، مما أوقف حركتها وعرّض حياة الطواقم للخطر.
رغم هذا التحرك، لا تزال التهديدات قائمة، خاصة بعد أن جددت مليشيا الحوثي إعلانها أن السفن المرتبطة بإسرائيل ستبقى أهدافًا مشروعة، مما يُبقي احتمالية التصعيد قائمة.
وأشار موقع "مارين ترافيك" إلى أن إحدى السفن بالفعل بدأت التحرك نحو الميناء لبدء عملية التفريغ، بينما أفادت مصادر نقابية بأن طواقم السفن باشرت الاستعدادات للمغادرة بعد انتظار مرهق.
من جانبه، كشف الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF) أن عددًا من أفراد الطواقم تعرضوا لإصابات جراء قربهم من مواقع الضربات الجوية الأميركية، فيما منعت جماعة الحوثي سفينتين من مغادرة المياه اليمنية.
الحدث جاء بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعليق الضربات ضد الحوثيين، في ضوء تفاهم غير معلن رعته سلطنة عمان لوقف الهجمات المتبادلة في البحر الأحمر. لكن الحوثيين أكدوا أن الاتفاق لا يشمل السفن الإسرائيلية.
ورغم مؤشرات الانفراج، حذر مسؤولون ملاحيون من هشاشة الوضع، مؤكدين أن الممر البحري يظل عرضة للانفجار في أي لحظة، مما يهدد استقرار أحد أهم الشرايين البحرية العالمية.