سخرت السفارة الأمريكية لدى اليمن من حملة "مدري" التي أطلقتها مليشيا الحوثي، والتي تحث المواطنين على إنكار معرفتهم بأي تفاصيل حول مواقع الغارات أو تحركات قيادات الجماعة، حتى وإن كانت الحقائق أمام أعينهم.
ونشرت السفارة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) تغريدة مقتضبة قالت فيها: "في بعض الأحيان تكون الحقيقة واضحة جداً ولا يمكن إخفاؤها. #مدري"،
وأرفقتها بصورة كاريكاتورية لرجل يمني يقول لسائق سيارة غارقة في الرمال: "سيارتك غرزت يا أخي"، فيرد عليه السائق بكلمة واحدة: "مدري".
التغريدة الساخرة لاقت انتشاراً واسعاً واعتبرها ناشطون ضربة رمزية قوية للحملة الحوثية التي باتت تُستخدم كأداة للتضليل وطمس الحقائق، وخصوصاً بعد أن تحوّلت عبارة "مدري" من استراتيجية أمنية إلى مادة للسخرية العامة.
وجاء هذا الموقف الأمريكي بعد أسابيع من تسريب وثائق ومقاطع فيديو توثق أوامر حوثية تلزم السكان باستخدام عبارة "مدري" كإجراء وقائي ضمن ما تسميه الجماعة "استراتيجية إعماء العدو"، في إشارة إلى إخفاء مواقع القيادات الحوثية وضربات الطيران.
لكن، كما يبدو من تعليق السفارة، فإن الحقيقة لا يمكن دفنها بالرمال، تماماً كما لا يمكن للسيارة أن تخرج من الرمال بكلمة "مدري". وأكد ناشطون أن الرد الأمريكي يعكس استخفاف واشنطن بمحاولات الحوثيين تغطية تصدعاتهم الميدانية وفقدانهم السيطرة في مناطق عدة.
اللافت أن هذا التصعيد الرمزي من السفارة الأمريكية جاء بعد يومين من تفاهم غير معلن رعته سلطنة عمان، يقضي بوقف الضربات الجوية الأمريكية مقابل التزام الحوثيين بعدم استهداف السفن في البحر الأحمر، وهو ما وصفته واشنطن – على لسان الرئيس ترامب ومسؤولين – بـ"الرضوخ الحوثي تحت الضغط".