في خطوة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ اليمن، قفزت البلاد خطوات عملاقة نحو الطاقة النظيفة، بفضل الدعم السخي والاستراتيجي الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي حولت الحلم بالطاقة الشمسية المستدامة إلى واقع ملموس يمتد عبر أربع محافظات يمنية رئيسية.
وبفضل هذا الدعم الإماراتي، بلغت القدرة التوليدية الإجمالية لمشاريع الطاقة الشمسية في اليمن حتى الآن 373 ميجاوات، فيما تم الإعلان اليوم الاثنين عن توقيع اتفاقية توسعة جديدة لمحطة عدن الشمسية تضيف 120 ميجاوات إلى قدرتها، ليصل إجمالي دعم الإمارات لعدن وحدها إلى 240 ميجاوات، ما يجعلها النموذج الأبرز للتحول نحو طاقة نظيفة ومستقرة.
المبادرات الإماراتية لم تتوقف عند عدن؛ فقد شهدت مدينة المخا بمحافظة تعز نقلة نوعية من خلال محطتين شمسيتين بطاقة إجمالية 60 ميجاوات، إحداهما دخلت الخدمة بالفعل وتوفر الكهرباء على مدار الساعة بأسعار رمزية، والثانية في طريقها للانتهاء، ما سيعزز من الطاقة المخصصة للمرافق الصناعية والتجارية.
وفي محافظة شبوة، يجري العمل بوتيرة متسارعة على إنشاء محطة بقدرة 53 ميجاوات، ستكون مدعومة بأنظمة تخزين حديثة تضمن استمرارية التيار الكهربائي ليلاً ونهاراً، بينما تُبنى محطتان أخريان في الخوخة وحيس بمحافظة الحديدة، بطاقة إجمالية 20 ميجاوات.
هذه المشاريع تُجسد رؤية إماراتية واضحة لدعم الاستقرار في اليمن من خلال الطاقة، بعيداً عن الوقود التقليدي الملوث والمكلف، في وقت تكتفي فيه قوى أخرى بتقديم الشعارات أو إرسال الأزمات.
الإمارات، التي كانت سبّاقة في تبني التحول إلى الطاقة البديلة على مستوى المنطقة، تنقل اليوم خبراتها وتجربتها إلى اليمن، فاتحةً آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة، وتُحدث تحولاً نوعيًا في حياة عشرات الآلاف من الأسر التي عانت طويلًا من ظلام الأزمات وانقطاع الكهرباء.