شنت الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، هجومًا لاذعًا هو الأعنف، ضد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، متهمة إياه بالعجز عن أداء مهامه، والتغاضي عن جرائم مليشيا الحوثي، في وقت لا يزال فيه موظفو الأمم المتحدة مختطفين منذ سنوات.
جاء ذلك في تصريح أطلقه وزير الإعلام معمر الإرياني، ردًا على تصريحات غروندبرغ الأخيرة التي تحدث فيها عن الحاجة إلى “بناء الثقة” والانخراط في مفاوضات سلام.
وقال الإرياني: “إذا كان المبعوث الأممي جادًا في حديثه عن تحقيق السلام، فعليه أن يبدأ بالخطوة الأخلاقية والقانونية الأساسية، وهي الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة ومكتبه والسفارات الأجنبية المختطفين في معتقلات الحوثيين".
وسخر الوزير من جدوى التصريحات الأممية المتكررة، قائلًا: "كيف يمكن لمبعوث أممي أن يتحدث عن مسار سياسي وبناء ثقة، بينما يعجز عن حماية طواقم الأمم المتحدة؟ بل ويغض الطرف عن استخدام المليشيا للملفات الإنسانية كورقة ابتزاز سياسي".
وأكد أن "الاختبار الحقيقي لحيادية المبعوث ليس في البيانات، بل في الأفعال"، مشككًا في قدرته على إدارة أي عملية سياسية طالما عجز عن تحرير زملائه المحتجزين.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب مقابلة تلفزيونية للمبعوث الأممي دعا فيها الأطراف اليمنية إلى تقديم تنازلات والانخراط في مفاوضات جادة، مشيرًا إلى أن السلام يتطلب شجاعة وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر والمنطقة عمومًا.
لكن مراقبين يرون أن رد الحكومة يعكس مستوى الإحباط من أداء الأمم المتحدة واتهامات بعدم الحياد، خصوصًا في ظل استمرار الحوثيين باحتجاز موظفين أمميين واستخدامهم كورقة ضغط سياسية.