اهتزت صنعاء، في الساعات الأولى من فجر اليوم الاثنين، بسلسلة انفجارات عنيفة، إثر غارات جوية أميركية كثيفة استهدفت مواقع عسكرية تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في شمال وشرق وجنوب العاصمة المحتلة، ما أثار ذعراً واسعاً بين السكان.
شهود عيان أفادوا بأن إحدى الضربات استهدفت مقر الفرقة الأولى مدرع شمال العاصمة، في حين قصفت طائرات أميركية جبل "عطان" جنوب صنعاء، وهو أحد أهم المواقع العسكرية في العاصمة.
الغارات لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى مديرية بني مطر غرب صنعاء، بـ6 ضربات جوية متتالية، ترافقت مع غارة على منطقة "الملكة" في بني حُشيش شرقاً، وضربتين جويتين على شارع الأربعين في منطقة سعوان التابعة لمديرية شعوب.
وفي تطور لافت، طال القصف الكلية الحربية، أحد أبرز المراكز العسكرية التابعة للحوثيين، في مؤشر على أن الضربات تستهدف البنية التحتية للقوة العسكرية للجماعة.
بالتزامن مع تصاعد الدخان من قلب صنعاء، استهدفت ثلاث غارات أميركية مواقع وثكنات عسكرية للحوثيين شرق مدينة صعدة، معقل الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، ما يعكس اتساع رقعة العمليات الأميركية وانتقالها إلى عمق مناطق النفوذ الحوثي.
وتواصلت تحليقات الطائرات الأميركية على ارتفاعات منخفضة في أجواء العاصمة، وسط حالة من الذعر والاستنفار، فيما لا تزال حصيلة الضحايا والخسائر غير مؤكدة حتى الآن.
وتأتي هذه الضربات بعد أقل من ساعة على تنفيذ ثلاث غارات أخرى استهدفت مخازن أسلحة تابعة لمليشيا الحوثي في معسكر السواد في منطقة "السواد" جنوب العاصمة، وتسببت بانفجارات سُمع دويّها في أنحاء متفرقة من صنعاء، دون ورود معلومات مؤكدة حتى الآن بشأن حجم الخسائر البشرية أو المادية.
كما شهدت في الوقت نفسه سلسلة غارات أمربكية طالت ثكنات ومخابئ لمليشيا الحوثي في ميناء رأس عيسى النفطي وجزيرة كمران بمنطقة الصليف بمحافظة الحديدة.
الغارات جاءت بعد تصاعد التوتر في المنطقة على خلفية استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون في إسرائيل، ما يُنبئ بجولة جديدة من المواجهة متعددة الأطراف، قد تغيّر معادلات الردع والتحالفات في اليمن والمنطقة بأسرها.