غادر رئيس الحكومة المعترف بها دوليا، أحمد عوض بن مبارك، اليوم الخميس، العاصمة عدن متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض، بينما تعيش البلاد واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية على الإطلاق، مع انهيار تاريخي للعملة المحلية التي تجاوزت عتبة الـ2600 ريال للدولار الواحد.
ورغم تفاقم معاناة المواطنين في عدن والمحافظات المحررة جراء انقطاع الكهرباء وشح الوقود وارتفاع الأسعار، اختار بن مبارك مغادرة البلاد في توقيت وصفه مراقبون بـ"الهروب من المسؤولية"، تاركاً خلفه واقعاً معيشيًا خانقًا يعكس فشل إدارته المستمر منذ توليه رئاسة الحكومة.
وتأتي هذه الزيارة الغامضة بعد تصريحات باهتة أطلقها بن مبارك عن اتصالاته مع السعودية والإمارات لتأمين دعم عاجل للمشتقات النفطية، وهي وعود اعتاد المواطنين سماعها دون أن يروا نتائج ملموسة على الأرض، بينما تغرق عدن في الظلام تحت درجات حرارة خانقة.
ويؤكد مراقبون أن رئيس الحكومة، الذي لم يصدر حتى الآن أي بيان يشرح أسباب زيارته أو نتائجها المتوقعة، بات عاجزاً عن اتخاذ أي خطوة فعلية لإيقاف التدهور المتسارع، لا سيما في ظل استمرار الانهيار المالي وتوقف عجلة الخدمات.
ومنذ توليه المنصب، فشل بن مبارك في إنقاذ الريال اليمني أو وضع حد للانهيار الاقتصادي، مكتفياً بالتنقل بين العواصم، بينما يتصاعد الغضب الشعبي في الشارع، مع تزايد المطالب بإقالته وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات لا الهروب منها.