رسالة الأمير خالد بن سلمان (إلى أهلِنا في اليمن) ،بالرغم أنها لا تكشف أي جديد عن الموقف السعودي تجاه القضية الجنوبية وتؤكد المؤكد، اي أن المملكة متمسكة و تدعم الشرعية اليمنية بقوة، إلّا أنها اي الرسالة كانت متوازنة بمفرداتها وباستشعار صاحبها المسؤولية بخطورة الأوضاع، وبالذات في حضرموت والمهرة ولم تذهب كثيرا نحو التهديد المباشر باستخدام القوة.
فلم تبرح المملكة مكانها القديم من الحديث عن ان القضية الجنوبية يمكن حلها ضمن التسوية السياسية اليمنية، وهو الأمر الذي اعادت رسالة الأمير خالد التأكيد عليه، وبأن الطرف الجنوبي -وفقا للرسالة - قد أخذ بعض حقوقه من خلال مشاركته بالسلطة. مع اضافة الرسالة جُملة مقتبسة من الإعلام الحزبي اليمني: (...إن القضية الجنوبية ليست مِلك أشخاص ولا يجب توظيفها في صراعات لا تخدمها...).كما أن الرسالة استخدمت مفردة: "قوات الانتقالي" وليس القوات الجنوبية.
بيت القصيد في الرسالة كان الحديث عن خروج القوات الجنوبية من حضرموت والمهرة .فالسعودية حشدت وتحشد منذ ايام كل اذرع ماكنتها الإعلامية الضخمة، بما فيها جيشها الإلكتروني ومواقف كل الهيئات العربية والإسلامية والخليجية، وبيانات ومواقف وزارات الخارجية لبعض الدول بوجه الانتقالي الجنوبي. و رسالة الأمير خالد الذي بالمناسبة يشغل منصب وزير الدفاع والممسك بالملف اليمني تصب في هذا السياق.
الانتقالي معنيا بالتعاطي بإيجابية مع الموقف السعودي ، كما أشرنا أكثر من مرة والتعامل للحفاظ على ما تحقق وفق ثنائية: (الثقة بالنفس وعدالة القضية التي ينتصر لها، وبين عدم الوقوع في فخ الشعور بالزهو المتضخم). فصحيح أن رسالة الأمير خالد كانت نسبيا هادئة لكنها لم تخلُ من التلميحات باستخدام العصا، وقد تعمد المملكة مستقبلا الى خطاب أكثر تصعيدا وإلى أساليب أكثر قسوة في حال شعرت أن ثمة تجاهلا لدعواتها، ولو على شكل مكائد ومطبات.
سياسة النَفَس الطويل مطلوبة ،واستحضار الحكمة والعقل مطلوبة مرتين.....عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس.
*صلاح السقلدي