آخر تحديث :الإثنين-22 ديسمبر 2025-02:02ص

يبقى على الإنتقالي تقديم نفسه للداخل والإقليم والعالم

الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - الساعة 01:49 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


لم يعد سؤال عواصم القرار الدولي بشأن الجنوب دولة مستقلة لا ، بل لماذا لا على حد تحليل أمريكي نشره موقع “فوكال ميديا”، الذي أرجع هذا السؤال إلى وقائع السنوات الماضية أثبت فيها الإنتقالي أنه ليس تمرداً مسلحاً، بل سلطة سياسية نجحت في فرض الإستقرار في مناطق سيطرته ،وشريك دولي فاعل في محاربة الإرهاب.

الإنتقالي ينجح في إعادة تعريف حضوره كجسم سياسي، البندقية أداة وليست غاية ، فيما يكمن جوهره في كونه جسم سياسي، بدأ يحظى مشروعه بتجاوب متزايد ، لجهة قدرته على خلق بيئة إقليمية مستقرة، وإن الدولة التي ينادي بها لن تكون إضافة لإحصائيات الدول الفاشلة.

يرى الغرب في الانتقالي شريكا نافعاً على حد تعبير التحليل الأمريكي ،يمكن البناء عليه في معادلة الأمن الإقليمي، وكبح جماح المخاطر التي تتهدد البحر الأحمر وخليج عدن ،وممرات الملاحة والإقتصاد الدوليين ،ناهيك عن تأمين حقول النفط .

التطورات الأخيرة الذاهبة نحو إلان الإنفصال كما يلتقطها التقرير الأمريكي ، لم تقابل بردود فعل دولية غاضبة ،أو محاولات جدية لوقفها ،كما جرت عليه العادة في حالات إعلان الكيانات الجديدة بالقوة، مايثبت تغيراً في المزاج الدولي تجاه ملف الجنوب.

التحليل يكشف ضعف وعجز السلطة الشرعية القائمة المعترف بها دولياً ، وإن اليمن بصيغته الحالية لم يعد إطاراً قابلاً للحياة سياسياً .

وبشأن موقف السعودية من فكرة الجنوب دولة مستقلة، خلص التحليل إلى أن السعوديةإختارت إدارة الخسارة بدلاً من خوض معركة ،ضد التحولات الماضية إلى إعلان دولة جنوبية.

المجتمع الدولي في ميدان تقييم أداء المجلس الإنتقالي ،جعل الإنتقالي يبرز كخيار مقبول وعملي في الحسابات الجيوسياسية، وتقديم نفسه كقوة قادرة على مواجهة التهديدات الامنية كالإرهاب.

ونفى التحليل وجود خلافات سعودية إماراتية، وإن التنسيق الميداني بينهما أخرج ملف الجنوب من دائرة الصراع.

يعرِّف التحليل الإمريكي معايير الإعتراف الدولي بالكيانات الجديدة ، التي لاتقوم على الإخلاق وحسب ، بل تحكمه الحوافز والمصالح ، وقدرته على الإستقرار الدولي، والإنتقالي وفق هذا التحليل يستوفي هذه الشروط،مشيراً إلى أن العالم بات يتعامل معه بوصفه حكومة قيد الإنتظار، لا تمرداً مؤقتاً ، وإن خريطة اليمن قد لا تعود كما كانت مرة أُخرى.

وبعد هذا التحليل الإمريكي المنفتح على متغيرات الجنوب ، يبقى على الإنتقالي تقديم نفسه للداخل كنموذج بديل ، وللإقليم كمركز مضاف للأمن القومي ، وللعالم كشريك في حماية المصالح الدولية.