من يحترم نفسه وتاريخه وشرفه العسكري، سيعرف من هو عدوه.. وأين تكمن بوصلة معركته الوطنية الحقيقية.. وإلى أين يجب أن توجه بندقيته الوطنية..
ومن يبحث عن أعذار ومبررات لمحاولة تغطية فشله وهزيمته ونذالته الصادمة، فليقل مايريد قوله.. وليوجه أصابع اتهامه إلى كل من يريد تصفية حساباته معهم، وسيبقى الشعب والتاريخ - بالأول والأخير- من يقيم ويحكم على مواقف كل قائد محترم أوخائن جبان فر هاربا من أرض المعركة، تاركا منطقة عسكرية بكل ألويتها ومعسكراتها وأسلحتها ومعداتها ومدرعاتها المجنزرة غنيمة سائغة للعدو وبدون قتال أو أي مواجهة، ثم يسعى اليوم للانتقام، من كل الشرفاء الصادقين المخلصين، بمحاولته تحميلهم هزائمه وضعفه وانكشافه، متناسيا حجمه ومن يكون مقامه الصغير أمامهم، وحجم فوارق الهوة بينه وإياهم!!
ومتجاهلا أيضا تاريخهم ومحطات نضالاتهم الوطنية وتضحياتهم بأغلى مايمتلكون،
وأن ساحات البطولة وميادين الشرف تعرفهم جيدا، بعد أن عادت بهم أقدار الله ولطفه إلى الحياة من رمقهم الاخير أكثر من مرة،وانهم بذلك لا يحتاجون منهم أو سواهم، الى أي شهادة تقييم وطني أوصك براءة وحسن سيرة وسلوك عسكري.. طالما ودمائهم لإنزال مضرجة على جبال وخنادق ومكاتب المدينة التي يحتمون بها اليوم من عدوهم المتربص فيهم، بفضل الله وتضحياتهم ومواقفهم الوطنية الصادقة مع أهلها ومع عشرات القادة العسكريين من أهلها والهاربينإليها، ومن يسعون اليوم، مع الأسف، للانطلاق منها، نحو توجيه بنادقهم «الانتقامية» صوب رفاق درب يقفون معهم في خندق واحد لمواجهة العدو المشترك..
متجاهلين كذلك بأن الخيانة تكمن أيضا، في ترك ذلك العدو الحقيقي المتفق عليه، يهيمن على الوطن، ويعربد على أهله، ويعبث بمقدراته وخيراته ويهدد الجميع، والتوجه نحو فتح معارك جانبية عبثية لتحرير المحرر من أهله، أوالدفاع والتباكي على قوات متمردة منسلخة، سبق أن رفضت تنفيذ خطط إعادة الانتشار والتموضع في مناطق التماس مع العدو الحوثي، وأصرت على البقاء كقوات عبثية فائضة متمردة عسكريا، وتشكل خطرا مهيمنا فقط على أهالي ومناطق انتشارها في مسرح عمليات لا يحتاج إليها لا يمكن عشكريا، القبول بتواجدها كأداوات سياسية قمعية بفرض نفوذ قادتها، على حساب مهامها الوطنية العسكرية الأهم، والحاجة الدفاعية والهجومية إليها ولأسلحتها ومعداتها ومدرعاتها المختلفة.
الخيانة في محاولة تحرير المحرر وترك العدو الحقيقي يتربص بالجميع!
#ماجد_الداعري