آخر تحديث :الثلاثاء-16 ديسمبر 2025-08:44ص

دلالات وتوقيت لقاء عيدروس الزبيدي بسلطان البركاني

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - الساعة 12:47 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏إلتقى اليوم في عدن عيدروس الزبيدي سلطان البركاني ،في خطوة تثير الأسئلة حول طبيعة هذا اللقاء ليس من زاوية القضايا التي بحثها وحسب ، بل الدلالات التي حملها والتوقيت المتسم بحساسية بالغة.

البركاني رئيس مجلس النواب المعمر ، هو من اشد الصقور وصاحب النبرة العالية بين تجمعات العداء للإنتقالي ، والأكثر ضدية وتصلباً تجاه القضية الجنوبية، ومع ذلك فإن هذا اللقاء تم احاطته بالغموض السياسي والتكهنات حول البعد والدلالة.

قطعاً لا يُنظر لهذا الإجتماع من موقع البروتوكول ،كرئيس برلمان يلتقي بنائب رئيس مجلس رئاسي، فالحقيقة أن عيدروس التقاه بصفته رئيساً للمجلس الإنتقالي ، وحين يكون البركاني الصاخب هو الطرف الأخر فإننا أمام تفسيرات شتى ، أهمها إن توجيهات تم ايصالها لرئيس البرلمان، بالتعاطي مع مجريات الأحداث الأخيرة من موقع الواقعية السياسية، والتسليم بالمتغيرات لجهتي نشر القوات الجنوبية ، والمدى الذي وصلت إليه القضية الجنوبية.

لايمكن القول إن البركاني سيخطو مثل تلك الخطوة بقرار ذاتي مستقل ، لأنه يعرف جيداً تبعاتها ، مالم يكن محمياً ومغطى إقليمياً ، تقيه شظايا اللقاء وتحصنه من الخسائر بين اوساط حاضنته الحزبية وخصومة .

هل قفز البرلماني القيادي المتمرس ، من القارب ، وذهب في خطوة تقاربية لحماية مصالحه ، والتقليل من كلفة التطورات، وهل قُرأت الرسالة ببعدها الإقليمي كما يجب ؟

ربما نعم ، ومع ذلك فإن اللقاء بحد ذاته نقطة فارقة تُحسب للإنتقالي ، في فرض معطيات جديدة على الأرض ،دفعت خصومه المتشددين إلى الإنفتاح على مشروعه ، خارج تشنجات سابق خطاباتهم ومواقفهم العدائية.

في هذا اللقاء فتش عن البصمة الإقليمية، فليس مثل البركاني من يتخطى حساسية مثل تلك الحسابات ويغامر منفرداً .