الإنزعاج الشديد الذي يُظهره الجانب السعودي والذي تعبر عنه بوضوح قناتي العربية والحدث يشير لحجم قلق المملكة من فقدانها حضرموت.
فالسعودية ظلت تجحظ بعينها بقوة على حضرموت- وإلى حدٍ ما المهرة -منذ عقود وليس من قبل عشر سنوات، ومثّلت هذه الحرب بالنسبة لها فرصة سانحة لسلخ هذه المحافظة الاستراتيحية تدريجيا عن محيطها وإلحاقها بأراضيها او التحكم عن بُعد.. مستفيدة اي المملكة من غياب حضور الدولة هناك ومن سنوات من إهمال وتجاهل الحكومات المتعاقبة لحضرموت خدميا واقتصاديا واجتماعيا ونهب ثرواتها طيلة السنوات الماضية، ومن تذمر المواطن الحضرمي مِن كل مَن هو قادمٌ من خارج حضرموت، والعزف على نغمة تقارب الطبائع .
فدخول القوات الجنوبية حضرموت خلط الأوراق بالحسابات السعودية تماما ،وترى فيه طعنة نجلاء بالخاصرة تلقتها من الامارات أتت على حين غِرة. وبات الوضع بالنسبة لها معركة كسر عظم مصالح .
ولكن كل المؤشرات تدل عن فشل سعودي في حمل الانتقالي عن سحب القوات من هناك-على الأقل حتى الآن ...وما هذا الضخ الإعلامي المنزعج واللهجة التصعيدية الطاغية إلا دليلاً صريحا على ذلك... أمّا القادم يظل مجهول الملامح ضبابي التفاصيل،مفتوحا على كل الاحتمالات.
* صلاح السقلدي