من وسيلة للتغطية إلى إدمان على الابتزاز: تطور "لعبة الاختطاف" بين المنظمات والحوثي!
لطالما كانت "اختطاف الموظفين" لعبة القوة القذرة التي تتقنها أطراف متعدّدة في صنعاء. فما بدأ كوسيلة لـ "تسوية الأوضاع" لبعض المنظمات الدولية لإبقاء مكاتبها الرئيسية في صنعاء وضمان تدفّق التمويل والامتيازات في مناطق سيطرة الحوثي، تحوّل إلى سيف مسلَّط وسلاح ذو حدَّين.
الوجه الأول: استخدمت هذه "اللعبة" من قبل المنظمات نفسها كأداة عقاب سريعة وفعّالة ضد أي موظف يمني شريف يتجرأ على كشف فسادها أو تواطؤها مع سلطة الحوثيين (كما حدث مع حالة المغدور هشام الحكيمي، رحمه الله، الذي اختُطف واغتيل في 2023 من قبل الامن والمخابرات الحوثية وبابلاغ من مديرة منظمة Save the children ). يتم التخلص منه بتركه لقمة سائغة بيد السلطة القابضة. (مرفق منشور 2023 بالتعليقات)
الوجه الثاني: تحوّل الحوثي إلى "طفل مدلل" استهواه إدمان اللعبة، فأصبح الاختطاف أداة دائمة للابتزاز المالي والسياسي المباشر.
المشهد الأخير: اليوم، ومع تصاعد الضغوط الدولية والتصنيف الإرهابي للحوثي وضرورة قطع التمويل عن الميليشيا، يحاول الحوثي تكرار اللعبة عبر اختطافات جديدة للضغط. لكن يبدو أن حلفاءه السابقين (تلك المنظمات) يقولون له: "عفواً يا صديق، انتهت صلاحية هذه البطاقة، اللعبة الآن على المكشوف!"
الخلاصة المُرّة: ما يُثبت استمرار هذا التماهي هو بقاء هذه المنظمات، واستمرار دعمها (بالمال والمعدات والامتيازات)، وإصرارها على إدارة برامجها من صنعاء تحت الإشراف الحوثي.
#لن_نصمت #وين_الفلوس