آخر تحديث :الخميس-16 أكتوبر 2025-12:42ص

بين الخطاب والواقع والطموح

الخميس - 16 أكتوبر 2025 - الساعة 12:29 ص

خالد علاية
بقلم: خالد علاية
- ارشيف الكاتب


بين الخطاب والواقع والطموح .. في العيد الـ62 لثورة 14 أكتوبر .. أحمد علي عبدالله صالح يدعو لتوحيد الصفوف لاستعادة الجمهورية


في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي انطلقت من جبال ردفان عام 1963، أطلّ نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، أحمد علي عبدالله صالح، بكلمة حملت في طياتها معاني الوفاء للثورة، واستحضرت روح النضال والتضحيات التي قدمها اليمنيون من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.


جاءت كلمة أحمد علي عبدالله صالح لتعيد إلى الأذهان رمزية أكتوبر كثورة تحررية ضد الاستعمار البريطاني، قادها الأحرار بقيادة الشيخ راجح بن غالب لبوزة، وأسست لمرحلة جديدة من الوعي الوطني والسياسي في جنوب اليمن. وفي خطابه، أكد أن هذه الثورة لم تكن حدثًا منفصلًا عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بل كانت امتدادًا طبيعيًا لها، إذ جسّدتا معًا حلم اليمنيين في الحرية والسيادة والوحدة تحت راية الجمهورية.


وقد شدد أحمد علي عبدالله صالح على أن الدم اليمني الذي امتزج في ردفان وصنعاء وعدن وتعز كان شاهدًا على وحدة الهدف والمصير، وأن رفع علم الجمهورية في ربوع الوطن كان ولا يزال تعبيرًا عن إصرار الشعب على التحرر والكرامة. وهذه الإشارة العميقة تعكس فهمه لطبيعة النضال الوطني، وللدروس التي تكرّست من خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر في بناء الوعي الجمعي اليمني.


لكنّ خطاب أحمد علي لم يقتصر على استحضار الماضي المجيد، بل تجاوز ذلك إلى قراءة الواقع المؤلم الذي يعيشه اليمن اليوم في ظل الانقسام والحرب وتداعيات الانقلاب الحوثي. فقد وصف المرحلة الراهنة بأنها الأصعب في تاريخ اليمن الحديث، مشيرًا إلى ما فرضته الميليشيا الحوثية من واقع مأساوي يهدد مكتسبات الثورتين ويعيد البلاد إلى عهد الإمامة المظلم.


وفي هذا السياق، دعا إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات، مؤكدًا أن الطريق لاستعادة الدولة والجمهورية يبدأ من مشروع وطني جامع يتسع لكل اليمنيين. وهي دعوة تعبّر عن رؤية سياسية متزنة تُحاول الموازنة بين الخطاب الثوري والطموح الواقعي لاستعادة الدولة.


ختام كلمته جاء بمضمون إنساني ووطني عميق، حيث أكد أن الوفاء لتضحيات أبطال الثورات لا يكون بالشعارات، بل بالعمل الجاد والمخلص لبناء دولة العدالة والمواطنة والمساواة.


إن خطاب أحمد علي عبدالله صالح في هذه المناسبة لم يكن مجرد تهنئة وطنية، بل كان رسالة سياسية واضحة تستنهض الوعي الجمعي وتستعيد روح الثورة في زمن تتقاذفه الصراعات. بين الخطاب والواقع يقف الطموح الوطني الذي عبّر عنه أحمد علي بصدق، داعيًا إلى أن يكون العيد الـ62 لثورة أكتوبر محطة جديدة لإحياء الأمل في يمن موحد آمن ومستقر.