آخر تحديث :الأربعاء-15 أكتوبر 2025-12:48ص

ثورة 14 اكتوبر فجر الحرية.. والعهد لإسقاط الإماميين الجدد

الأربعاء - 15 أكتوبر 2025 - الساعة 12:11 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


#ثورة 14 اكتوبر فجر الحرية ، و ذكراها يشعل الذاكرة من جديد: العهد باقي لإسقاط الإماميين الجدد وكسر مشروع السلالة.


من يقرأ تاريخ الثورات اليمنية سيجد أنها تسند بعضها بعضا، فما كان لثورة 26 سبتمبر أن تكون لولا الاستعدادات التي تشكلت في عدن منذ وقت مبكر، وكانت ملتقى للأحرار ورجال الفكر والثقافة، وترجم هذا الإسناد عملياً حينما وصلت قبائل الجنوب إلى صنعاء لإسناد الثورة.

بالمثل كانت ثورة 26 سبتمبر عمقاً استراتيجياً لثورة 14 أكتوبر، حيث وجدت القوى السياسية والشبابية والثورية متسعاً لها في تعز وصنعاء للانقضاض على المحتل البغيض حتى توجت تلك الدماء الزكية بثورة 14 أكتوبر،..

و يجسد تتابع الثورتين (السبتمبرية و الأكتوبرية )وإسناد ثوار الشطرين الشمالي والجنوبي لبعضهما حجم الترابط و واحدية المصير والنضال المشترك ورفض أبناء الشعب الواحد لسياسة التقسيم التي تضمنتها ما عرف حينها بمعاهدة الإنجلو- عثمانية التي رسمت حدوداً شطرية بين الشمال والجنوب، لتتوج هذه الملحمة النضالية بإعلان الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م .

تعتبر ثورة 14 اكتوبر الخالدة التي نحتفل اليوم بعيدها الـ62 ملحمة نضالية للحرية والكرامة وترجمة لسلسلة طويلة من الانتفاضات الشعبية بدأت مع إنزال المستعمر قواته في ميناء عدن في 19 يناير 1839 واستمرت على مدار 129 عاماً لتتوج بنيل الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967.

وحملت هذه الثورة التي فجرها المناضل الشهيد راجح لبوزة من جبال ردفان الشامخة عام 1963م في طياتها دروساً عظيمة عن معاني التضحية والفداء وتحقيق إرادة الشعوب في نيل حريتها التي انتزاعها بسلاح العزيمة والتلاحم والصبر والجلد.

فمنذ الساعات الأولى للغزو البريطاني بدأت معارك الدفاع عن عدن بمواجهة قوات الغزو التي تمكنت من الانتصار بسبب فارق التسليح العسكري بين الطرفين.

وبرغم تهديدات المستعمر وسياسات الترهيب والقمع الوحشية التي انتهجها لكسر الغضب الشعبي، إلا أن الإصرار على مقارعته واقلاق مضاجعه زاد وتوسعت عمليات المقاومة بداية من الأرياف في الشطر الجنوبي وصولاً إلى محافظة عدن التي كانت مركزاً لمعارك ثقافية وفكرية وسياسية وحتى فدائية ضد المستعمر وسياساته.

وتنوعت عمليات المقاومة بين فردية قام بها مناضلون ضد مندوبي المستعمر خاصة في محمية الضالع ومعارك و إنتفاضات مسلحة منها وليس كلها انتفاضة بن عبدات بحضرموت ونقيل باعزب بالعوالق السفلي والحمراء في ردفان والحميري في منطقة الواحدي سابقاً إلى جانب ثورة الرجيعة وانتفاضة مليط بالصبيحة وإنتفاضات الفاطمي والحارثي في بيحان وحسين المجعلي في دثينة والدماني في العواذل وغيرها من الثورات .

ولعل الوضع الصعب الذي تعيشه بلادنا بسبب انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على السلطة الشرعية ورفضها جهود السلام وإصرارها على إطالة أمد الصراع المستمر منذ عشر سنوات، يحتم على اليمنيين استحضار قيم ثورة الرابع عشر من أكتوبر واستلهام دروسها في نضالهم ضد هذه الميليشيات التي تريد العودة إلى سنوات الجهل والتخلف وإدخال المستعمر إلى بلادنا ليس بالآلة العسكرية ولكن بالأفكار والمشاريع الطائفية والسلالية القائمة على التفرقة والعنف والتطرف .

ويعد التلاحم و الإصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية ممثلاً بمجلس القيادة الرئاسي، أفضل تجسيد لقيم ثورة 14 اكتوبر المجيدة ،ويحتاجها اليمنيون بمختلف فئاتهم الحزبية والسياسية والثقافة والاجتماعية الان اكثر من اي وقت مضى لإسناد القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها العسكرية والأمنية في معركة مصيرية وجودية تقضي على مشاريع الرجعية والتفرقة وتعيد الجمهورية.

‏اكتوبر مجيد لليمنيين في مشارق الأرض ومغاربها، والمجد والخلود للشهداء، وحفظ الله من تبقى من روادها، وحرس وطننا الحبيب بعينه التي لا تنام..

" والله غالب علي امره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )