آخر تحديث :السبت-11 أكتوبر 2025-12:13ص

هزيمة في ثوب نصر زائف

السبت - 11 أكتوبر 2025 - الساعة 12:05 ص

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


بالتأكيد، عودة الفلسطينيين في غزة إلى بيوتهم التي هُجّروا منها أمر يفرح القلب.

لكن تصوير ذلك على أنه انتصار هو دليل صارخ على الفيروس الذي ضرب عقل هذه الأمة وأصاب وعيها بالعمى والبلادة.

وكأن ما جرى بعد 7 أكتوبر كان ملحمة بطولية تستحق التكرار والاحتفال كل عام.


لقد اجتمع في مشهد المحتفلين بالانتصار كلُّ ما يمكن من الغباء والحمق والجهل والسفاهة والتفاهة والسذاجة والبلادة والرعونة والطيش والخفة والبلاهة والانحطاط وضيق الأفق والتبلد والعمى والجهالة والخرق والهبل والعبث والانحدار والخرف والسخف والعته…


هل كان كل هذا ليحدث لولا كارثة 7 اكتوبر التي جعلت نكبة حدثا متواضعا مقارنة بما يحدث اليوم؟!


تفاهات النصر والصمود مشهد من الانحدار الفكري والعمى الجماعي، يحتفل فيه البعض بالركام وكأنه نصر، وبالخراب كأنه مجد.

يستبدلون الحقيقة بالوهم، والكرامة بالشعارات، والهزيمة بالزهو الكاذب وكأن التصفيق اصبح غطاءً لكل عار وهزيمة وكارثة.


إنها هزيمة وانكسار وإخفاق واندحار وانحسار وانهيار وانحطاط وخذلان ومأساة ونكبة ومصيبة وفاجعة ومحنة وسقوط وضياع يُقدَّم للناس في ثوب نصرٍ زائف.