السخرية من كلام عيدروس الزبيدي مضحكة،فكلامه ينطلق من عمق فلسفة الهوية،
والإنتماء،
من الجذر الأول لهذه البلاد، جغرافية السياسة والتأريخ .
هناك وعيان تشكلا بهذه البلاد، وعلى إمتداد القرون الكثيرة، وهما: وعي شمالي جبلي ووعي جنوبي ساحلي، بغض النظر عن إرتباطهما أو احدهما باليمن، لننسى هذا الاسم، ولكن الوعي الشمالي الجبلي الذي أرتبط بهوية دينية سياسية زيدية ربما أنتج لنا الحوثية مثلاً .
واليمن من كلام الزبيدي هوية ينتهجها الناس، ولو باسم آخر، والزبيدي يختبر قابلية الناس، بل فكرته ايجاد هوية جديدة تشمل اكثر من الجنوب الذي بمخليته وأكثر، يجس على وتر المظلومية المدعاة من مدن جغرافية الشمال السياسي، تعز ومأرب والبيضاء .
بعد سنوات كثيرة من مشروع الجنوب العربي لدى الإنتقالي يكتشف،أن تعز تمثل الضمير الوطني الفعال في الجغرافيا اليمنية وحملت فكرة كل شيء، واذا تحدثنا عن مأرب : تمثل جذر الحضارة،جذر التأريخ، وهذا هو الكمال الجنوبي، الذي طمحوا له .
لو اردنا فهم الحقيقة،الحساسية الشعبية من الإنتقالي ومن عيدروس، من الجنوب العربي حتى، هي حساسية الإسم،والغاء وجدان الناس وارتباطهم باسم اليمن، اما الكلام الأخير له فهو يتخلق،بمراد الناس، وليس شرطاً مراداً منطقياً، بل بمراد التفكير الشعبي،والمخيلة الشعبية، والافصاح عن مظلومية جبلية ممتدة،تعبر عنها أفكار الناس في البيضاء وتعز،مأرب، والحديدة .
المهم، شعر الإنتقالي أن هناك من يجس ضده على وتر حضرموت،وعلى وتر شبوة، واراد أن يرد لهم الصاع، ضربة اكبر،واذا فقد الشمال وبلاده محتلة إمكانية تعز ومأرب يعني فقد كل شيء .
عيدروس قام بما يسمى نفي النفي، كان قبل ذلك خارجاً عن وضد،اليمن، ولكن بكلامه يريد القول: نحن مركزية اليمن . يسعى لأعادة تشكيل اليمن على أساس جديد، ومختلف،لا إنكاراً لليمن .