آخر تحديث :الأربعاء-01 أكتوبر 2025-01:50ص

دماء على الخرائط

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 01:50 ص

مروان نبيل
بقلم: مروان نبيل
- ارشيف الكاتب


نحن على صفحة خطرة من تاريخ هذا الإقليم، لا مبالغة ولا تهويل. الشرق الاوسط على طريق الاشتعال بشكل دراماتيكي، وشرارة الجولة الثانية بين ايران واسرائيل قد تكون الفتيل الذي لا نعرف نهايته. التحركات الميدانية والتصعيد المتكرر لا تترك مجالا للهدوء؛ كل ضربة ورد فعل يرفعان من منسوب الخطر ويقربان من مواجهة اعمق.


في الجانب العالمي هناك احتكاك متزايد بين قوى كبرى، وتحركات عسكرية واستفزازات لا تشبه المناورات التقليدية. هذا التوتر بين حلفاء قديمين وخصومهم ليس بعيدا عنا، وهو يضيف طبقة جديدة من التعقيد على أي اشتباك اقليمي قد ينزل الى ارض الواقع.


أما نحن في اليمن فنعامل الامور كما لو كنا في عالم موازٍ. بينما تنذر المنطقة بعاصفة، تلهينا تفاصيل صغيرة ونقاشات حزبية تبدو تافهة مقارنة بحجم الخطر. كيان يهاجم حزبا آخر والعكس ، والمناكفات مستمرة على صغائر الامور، بينما رواتب الناس مقطوعة وأوضاعهم في انهيار. هل هذا هو الوقت الأنسب؟ هل هذه هي الأولويات أمام زلازل جيوسياسية قد تبتلع المنطقة؟


الحقيقة المؤلمة أن الحروب الكبرى لا تفرق بين هذا الحزب أو ذاك القائد. العذاب سيصيب الجميع بلا استثناء. التشتت الداخلي والانقسام ليسا مجرد فشل سياسي، بل بوابة لمصائب أشد، قد تأتي من خارج الحدود أو من اشتباكات اقليمية تمتد الى الداخل.


الزمن يضيق، والشرارة قد تنفجر في أي لحظة. إذا لم نستفق الآن فسيكون الأوان قد فات، وسنجد أنفسنا أمام دماء جديدة تُرسم على الخرائط من دون أن يكون لنا أي دور سوى أن نُعدَّ في قوائم الضحايا.


"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ❤️