آخر تحديث :الجمعة-26 سبتمبر 2025-01:52ص

في سبتمبر العظيم ما أحوجنا للفرح والفخر

الجمعة - 26 سبتمبر 2025 - الساعة 01:01 ص

سمية الفقيه
بقلم: سمية الفقيه
- ارشيف الكاتب


ما أحوجنا اليوم للفرح في غمرة الأحزان والمآسي التي تكتنف حياتنا اليوم، وفي خضم التمزق الذي يعانيه يمننا الحبيب. سبتمبر الأبي وحَّدنا على الفرح كما وحدنا على الفخر بثورة الشعب العظيمة التي اقتلعت كهنوت الإمامة الجائرة، وعادت بنا إلى أفق الحرية والكرامة.


وفي عيدها ال63، هي سماء اليمن تتلألأ بالبهجة احتفالاً بهذا الألق السبتمبري، وها هي الأرض تزهو بالسبتمبريين الذين يرفعون قلوبهم بالانعتاق، كما انعتق آباؤهم قبل 63 عاماً من قبضات الإمامة المستبدة. يعلمنا سبتمبر أن البهجة مقاومة، والفخر هزيمة لكل من يحاول أن يقمع إرادة الشعب، وأن الثورة ليست مجرد ذكرى، بل نبض مستمر في عروقنا، يدفعنا لنصنع الحاضر ونرسم المستقبل.


قبل ثلاثة وستين عامًا، ارتفعت أصوات اليمنيين متحدين ضد كهنوت الإمامة الجائرة، ضد استبداد حاول أن يكمم الأفواه، ويقيد الأجساد، ويخنق الأنفاس. كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لحظة الانعتاق الكبرى، حين اقتلع الشعب جذور الإمامة القديمة، وحرر نفسه من قيود الاستبداد، ليعيد رسم الوطن بأيديه، وليصنع مستقبله كما اختاره، لا كما أراده المستبدون.


اليوم، ونحن نواجه تحديات أشد تعقيداً، ومع ظهور الإماميين الجدد بأقنعة حديثة وأسماء مختلفة، يظل سبتمبر دليلنا للانعتاق، تذكرة بأن الحرية لا تُهدى، وأن الانعتاق ليس حدثًا عابرًا بل مسؤولية مستمرة.


الفرح في سبتمبر مقاومة، والفخر سلاح، والذكرى درع يحمي اليمن من محاولات العودة إلى قبضة المستبدين، مهما حاولوا التمويه باسم الدين أو السلطة.


إن ما يحدث اليوم مع ظهور الإماميين الجدد، ممن يسعون لإعادة اليمن إلى قبضة الفكر الإمامي المتسلط بوجوه حديثة، يذكرنا أكثر من أي وقت مضى بفضل سبتمبر، وبأهمية الفرح والفخر كوسيلة للحفاظ على المكاسب التي تحققت بدماء الشهداء ونضالات الأجيال.


فلنحتفل، إذًا، بسبتمبر، لا فقط باعتباره تاريخًا في الذاكرة، بل كرمز حي للحرية والإصرار على الحياة الكريمة، لنثبت أن اليمنيين ما زالوا قادرين على الفرح والفخر، حتى وسط أصعب الظروف، وأن أملهم في الغد لا ينطفئ.


سبتمبر العظيم حي فينا و لن تنطفئ جذوته مهما تآمر المتآمرون.