#اغتيال مديرة نظافة تعز ليس مجرد جريمة ، بل اغتيال للرجولة ، و عارًا بحق المجتمع كله.
#اغتيال مديرة صندوق نظافة تعز الأستاذة -أفتهان المشهري- "أم قصي " ليس أول اغتيال غادر ، لكنه الأول من نوعه ( أول اغتيال لامرأة في اليمن بسبب عملها المدني) أنه عار بحق المجتمع كله ، و اغتيال للمروءة ، و الشهامة و الحمية و الرجولة والغيرة و الأخلاق التي عرفها الشعب اليمني في احترام النساء وعدم الاعتداء علىهن و علي الاطفال وكبار السن .
أن استهداف امرأة بهذا الفعل الإرهابي البشع يعكس حقيقة مريرة مفادها أن تعز لم تعد ضحية الحوثي وحده، بل ضحية الصراع الداخلي وتشظي الشرعية والفوضى الأمنية، و ضحية قيادات محلية وعسكرية فقدت إحساسها بالمسؤولية تجاه شعبها، وتخلت عن أبسط و اجباتها في حماية مواطنيها، و أمام ذلك فإن استمرار الاغتيالات يجعل من دماء الأبرياء ثمناً لتواطؤ أو عجز أو فساد من هم في موقع المسؤولية.
لم تكن هذه الجريمة الإرهابية معزولًة عن سياق أوسع من الجرائم التي شهدتها تعز خلال السنوات الأخيرة، فقد اغتيل في المدينة العديد من الضباط والناشطين والأكاديميين، من أبرزهم العقيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الذي كان يمثل إحدى ركائز المقاومة ضد الحوثيين، كما تم اغتيال العميد عبدالله حسين قائد الشرطة العسكرية بتعز في ظروف غامضة وغيرهم من الضباط والسياسين مثل الشهيد ضياء الاهدل، فضلًا عن استهداف عدد من ضباط الأمن والاستخبارات وأئمة المساجد والناشطين المدنيين الذين سعوا لترسيخ قيم الدولة والنظام، في سلسلة تكشف عن نمط واضح لسياسة التصفية الجسدية التي تنخر جسد المدينة وتستنزف كوادرها.
#اللافت : أن الاتهامات المتبادلة بين مكونات الشرعية في تعز تسبق أي تحقيقات أمنية شفافة أو مستقلة، مما يحوّل مسرح الجريمة إلى ساحة للمزايدات السياسية بدلًا من أن يكون منطلقًا لكشف الحقائق وملاحقة القتلة، وهو ما يعمّق الانقسام ويتيح للجريمة أن تمر بلا حساب، ويمنح القتلة شعورًا بالإفلات من العقاب.
#من هنا فإن الواجب يفرض " اولآ " على وسائل التواصل أن تصرخ، وعلى الناس أن يغضبوا، وعلى الشارع أن ينتفض، لأن الصمت بعد الآن جريمة.، كما يفرض على القوى الوطنية أن تتوحد لوقف هذا الانهيار الأمني والسياسي، كما يفرض على الحكومة الشرعية أن تتحمل كامل المسؤولية وتباشر تحقيقًا شفافًا ومستقلًا يكشف القتلة ويفضح شبكات الجريمة المنظمة التي تعبث بأرواح أبناء تعز، وأن تتم محاسبة كل من يثبت تقصيره أو تستره عن هذه الجرائم، فالدماء التي تسيل في تعز ليست مجرد أرقام في نشرات الأخبار بل هي رمز لكرامة مدينة بأكملها.
رحم الله الأستاذة أفتهان المشهري، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وجعل دمها لعنة على القتلة والفاسدين، وصرخة توقظ الضمائر وتعيد لتعز مكانتها كمدينة للثقافة والعلم والتضحية والنضال.
" والله غالب علي أمره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )