والله العظيم أن فيني قهر وغلب ما قد حصل لي منذ سنوات، مقهور من شخص عزيز جدًا، والله والله لأول مرة أشعر بهذا الوجع والقهر والخيبة الصادمة، طيلة أسبوع كامل وأنا مبتعد عن التواصل مع أحد، حتى صارت معدتي نار من شدة حرارتها، وأيامي مغلقة تمامًا من الخروج والدخول، ولياليَّ المظلمة لا تتجاوز الوحدة والتفكير المليّ بالحسرة والخذلان. كل هذا بدون أسباب، فقط لأنني حاولت مساعدة شخص قبل أربع سنوات، في أمر عادي جدًا، كنت يومها أحاول مساعدته بعد سبعة أشهر من حدوث مشكلته، تدخلت وحاولت فعل شيء حين شعرت بحاجته لي، وبقيت لأيام أحاول من جهتي، ثم بحثت عن مساعدة آخرين، ثم تواصلت بأصدقاء ومعارفهم، فقط لأحاول مساعدته. كانت نوايا صادقة وقلوب نابضة بالصدق والوفاء، لكنها نهاية أحرقت قلبي ومعدتي وأيامي.
لقد حاولت مساعدته بعد أشهر طويلة، وقضيت أوقاتًا متواصلة، لكنني لم أتمكن فعلًا من تحقيق ما أردت فعله، ومع هذا ظننته سيتذكر دائمًا ما فعلته لأجله، وهكذا انتهى الأمر، واستمرت الحياة بشكل طبيعي، وتغيرت المعطيات، وبعدها بسنوات حدث له انتهاك كبير في صنعاء، فتصدرت لأجله مشاهد الحدث برمته، وكتبت بقلبي وروحي عشرات المقالات والمطالبات والتعابير الخالصة، حتى أنني قدمت رأسي بدلًا عن رأسه. لكنه لا يمتن لأي شيء، لم ينس ذلك الموضوع القديم، الموضع البسيط، حتى عاد وتذكره بعد أربع سنوات، لأتفاجأ به قبل أسبوع يهاجمني أمام متابعيه بدون مراعاة لسنوات من العيش والملح والاحترام الكبير. لكنها الحياة ومتغيراتها الضادمة. قبل أسبوع خونني وطالبني بحل مشكلته القديمة لأنني المتسبب فيها، طالبني بالحل ما لم سأتحمل عواقب اللازمة وفي الخاص أرسل إليّ كلامًا مخيفًا عن الخيانة والغدر والتآمر عليه، ووصفني بأنني أتبع جهات خارجية تسعى لاستهدافه دائمًا، ثم طالبني بحل مشكلته خلال وقت قسير، ما لم سيعريني ويحاكمني ويدمر حياتي، أرسل إليّ كلامًا مليئًا بالشتائم والتهديد والابتزاز، لم أصدق منها شي، لكنني فعلًا أدركت بأنه يعاقبني بدوافع الغيرة والحسد، لماذا؟ لا أدري؟ وأمام هذا كله لم أفعل شيء، فقط أخبر أشخاصًا مقربون منه، عن كل ما يفعله تجاهلي، لا شيء أخر، ولن أرد عليه لو كتب عليّ ألف مقال وألف تهمة، هذه قناعتي الخالصة، لن أرد عليه أبدًا، ليس لشيء، إنما لأنني أراعي تفاصيل علاقتنا العظيمة.
الله ما أقسى القهر حين يكون الاحترام مانعًا للرد والتوضيح.
ماجد زايد