حانَ الوقت أمام المجلس الانتقالي الجنوبي ان ينعش المسار السياسي للقضية الجنوبية بعد جمودها الطويل .
فخروج الاوضاع المعيشية اليوم من خنقتها العويصة بعد ان حشرت المجلس في زاوية ضيقة من الإحراج أمام انصاره وافقدته توازنه الى ابعد مدى، حين استطاع من يشاركهم الحكم ان يفعلوا كل هذا العبث بالاقتصاد والخدمات لإفشاله وكسره مستفيدون من مرونته الباذخة التي مكّنتْ حلفائه( الخصوم) بالحكومة والرئاسة من جعله بخبث أسيراً لكابوس غياب الخدمات، ووضعه على فوهة مدفع غضب الشارع يكون المجلس الآن بعد هذا التحسن قد ألتقط انفاسه واستعاد بعض من توازنه ومن ثقته بنفسه وثقة جماهيره به،مما يعني الّا مبرر لديه اليوم من التملص من إحياء القضية الجنوبية سياسياً وبالذات اقليميا ودوليا بعد ان كاد ان يتماهى تماما ويكون جزءا من منظومة الحكم اليمنية ويتحول إلى مجرد حزب من جُملة الاحزاب اليمنية بالساحة،وتنطمر معه بالتالي هذه القضية تحت رمال الفشل وكثبان التآمر..
... فهل يفعلها الآن أم سيظل يتهيب عصا طويل العُمر ويتهالك على جزرته، ويواصل الانغماس اكثر في عسل السلطة وعسيلتها؟!
ومع ذلك وبرغم مرارة ما مضى فما يزال للأمل في قلوبنا فسحة مِن أن ثمة صحوة انتقالية ستتشكل عما قريب في صفوف هيئاته وبين أعضائه.