آخر تحديث :الأربعاء-13 أغسطس 2025-12:34ص

‏اليمن… وطن يُبنى بالتضحيات لا بالأحلام والأماني

الأربعاء - 13 أغسطس 2025 - الساعة 12:27 ص

العميد/ محمد عبدالله الكميم
بقلم: العميد/ محمد عبدالله الكميم
- ارشيف الكاتب


عشتُ أمس في دوامة من المشاعر؛ فرحٌ غامر وحزنٌ عميق وغضبٌ صامت.


في القاهرة، شهدنا عرسًا مهيبًا جمع محبي آل عفاش، وكأنه استفتاءٌ شعبي صاخب على حب الجمهورية ودولة القانون وكأنه حنين للوطن ولدولة المؤسسات.


كان المشهد بحقٍّ طوفانًا من المحبة والأمل معاً وقد ارسل رسائل كبيرة ان اُستغلت كما يجب ، لكن مع كل تلك الأماني وتشعيبات المحبين الذي اوصلوا العميد احمد علي لكرسي الرئاسة ، يظلَّ كل ذلك حبيس الشاشات ووسائل التواصل، بينما الواقع في صنعاء يُذكّرنا بأن البندقية لا تزال هي الحَكَم، وأن الحب هناك يُفرض بالحديد والنار، والهيبة تُستمد من الخوف لا من العدل.


وقد رأيت في ذلك الكرنفال المهيب وجوهًا عريقةً كانت يومًا أعمدةً لهذا الوطن، لكنها اليوم تعيش خارج الوطن وبعضها تشقى في المنفى.


مؤلمٌ أن تُهزم القامات السامقة ويُترك اليمن نهبًا للجهل والتخلف، يحكمه مَن لا يفقهون من الدولة إلا سجن المعارضين ونهب المال العام.


وهنا اوجه ثلاث رسائل مهمة ..


١. اولها إلى العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح:

حبُّ الناس لك كبير وعظيم ولم يكن للذين حضروا فقط ، فهناك مئات الآلاف من اليمنيين شاركوكم الفرحة والتهاني من كل اليمن في الداخل والخارج ، ومحبة الناس لك جزء كبير منها إرثٌ حكم لفترة طيبة و دماء وتضحيات والدك الزعيم الخالد رحمه الله الذى اروى ثرى ارض اليمن بدمائه الطاهرة الزكية ، تعاظمت محبتكم بسبب من يحكم اليمن اليوم فلم يرى اليمنيين خيراً بعد حكم الزعيم .


لكن الحب وحده لا يحرر أرضًا، ولا يبني دولة، والتاريخ لا يُكتب بالتصفيق والتمجيد والتهليل ، بل بالدماء على الأرض.


لقد رُفعت العقوبات عنكم ، وارتفعت الآمال، وارعب ظهوركم العدو وشكل له ارباك هائل ، فهل سترتفع رايتك في الميدان لتذيقه بأسك وتشارك في استعادة وطنك ؟


القائد الحقيقي لا ينتظر الظروف المثالية، بل يصنعها ،زملاءك في الجبهات ينتظرون، والشعب يتساءل: متى تكون الترس الحاسم في آلة النصر، لا مجرد صورة على الجدران او احلام وامال في الوجدان ؟ فإن بقيتَ في الصفوف الخلفية، فستتحول هذه الموجة العارمة من الدعم إلى إحباطٍ يُضاف إلى سجل الخذلان.


٢. إلى النخب:

كفاكم صناعةَ أوهام ثم هوان وخذلان ! لن يقبل كثير من اليمنيين بقائكم في وضع الصامت .


اليمن لن يعود الا إذا اُنتزع في ساحات القتال ، ولن يكون ذلك وانتم في قصور المنافي ولا من الأماني او تنتظرون غيركم ليحرر فتعتقدون انكم ستعودون كما كنتم ،فهذا هو الوهم بعينه .

استفيدوا من درس سوريا ومن نخبهم الفاشلة التي جرفها النسيان وسُلمت لمن استعادها واحكم قبضته عليها..

عدوكم يعمل ليل ونهار وهو على الباطل وانتم نائمون وانتم في صف الحق ، وإن لم تتحركوا اليوم، فستُسجّلون في التاريخ كشهود زور ونخب خائنة على اغتيال الجمهورية.


٣. إلى الشعب:

الوطن لا يُسترد بالزوامل ولا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، بل بدماء الأحرار على ثرى ترابه و لا كرامة لمن ينتظر النصر من خلف الشاشات ، المُقدّس الوحيد هو ذلك الشاب في الجبهة والقائد في الميدان ، لا مَن يتغنون بأمجاده وهو في مقاعده الوفيره..


ونصيحة اخيرة ؛

ان استمررت اخي العميد أحمد علي في انتظار من يأخذك لكرسي الحكم ممن هم حولك اليوم او بحدوث معجزات ،فإنك ستذوق نفس كأس الخذلان الذي ذاقه والدك الزعيم رحمه الله، وسيتكرر المشهد نفسه: جوقة المطبلين ستختفي عند أول منعطف خطر، وستجد نفسك وحيدًا أمام تاريخٍ قاسٍ لا يرحم. هؤلاء الذين يملؤون عينيك اليوم بالتصفيق، هم أنفسهم من سيتبرؤون منك غدًا حين تشتد العواصف. فهل ستكون ضحيةً أخرى لوعودهم الزائفة، أم ستكتب مصيرك بيدك؟


عذراً لقساوة الطرح ولكنها نصيحة المحب..


العميد الركن /

محمد عبدالله محمد الكميم