هذه أكثر عبارة تردد الآن من كل المواطنين بالمناطق المحررة ، وبعضهم يسب ويلعن في التجار ويتهمهم بأنهم سرق ووو
وللتوضيح والأمانة نقولها
أغلب ان لم يكن كل التجار والمستوردين متضررين زي المواطن من صعود وهبوط الصرف بل وحتى جزء كبير من الصرافين ، لانه حتى لعبة المضاربة في الأخير لعبة مخاطرة والفائدة منها هي لفئة محددة وهم الهوامير الذين يمتلكون كتلة نقدية كبيرة من العملة المحلية او الأجنبية.
نعود لموضوع الأسعار ، انا شخصياً لا ألوم الان أي تاجر او مستورد لا يخفض من سعر البضاعة وخاصة مع هذه الهبوط المفاجئ وغير المتدرج وفي غياب أي ضمانة حقيقة بأن الصرف لن يعود للارتفاع او على الأقل يستقر عن حدود الـ 500 ريال للسعودي.
وانا لا أعول كثيراً على هذا الهبوط في موضوع نزول الأسعار ، لأني ادرك ان أسعار الصرف لن تستقر الا حين تبدأ لجنة "المدفوعات" او لجنة الاستيراد بمباشرة عملها على أرض الواقع ، وهذا هو مربط الفرس ، لأنه يعني أشياء كثيرة.
اذا بدأت اللجنة عملها ، يعني اولاً : انها ستسحب التجار المستوردين من السوق المصرفي وهذا يعني سحب الطلب الحقيقي على العملة الصعبة ، وهنا سيتم فضح أي مضاربة او محاولة لخلق طلب وهمي على العملة ، ويمكن حينها ان نشهد استقرار للصرف.
ثانياً : مع استمرار عمل اللجنة واستقبالها لطلبات المستوردين ، هنا ستكون عند البنك المركزي رؤية واضحة لحجم العرض والطلب من العملة الأجنبية ، ويمكن له ان يقدر السعر العادل للصرف.
ثالثاً : حين يبدأ التجار المستوردين بالتعامل مع اللجنة سيدركون وجود جهة حقيقة تؤمن لهم العملة الصعبة في أي وقت وبالسعر الحقيقي وهنا لن يكون لهم أي مبرر او قلق حول عدم استقرار الصرف.
رابعاً وهذا الأهم ان اللجنة وهي في الأخير جهة حكومية بعد ان توفر للتاجر طلبه من العملة الصعبة بسعر معين ، سيكون لها القدرة على فضح أي تلاعب بسعر السلعة بالعملة المحلية.