آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-12:46ص

تعز تنام على برميل بارود

السبت - 05 يوليو 2025 - الساعة 07:12 م

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


تسارع اجهزة سلطة الامر الواقع العسكرية و الامنية وملحقاتها ،لاصدار بلاغات وتصاريح حول تفجيرات المخازن ،مايثير شكوكا جمة، ويتبعها موجة من التعليقات حول الملابسات لتلك الحوادث .

هذة المرة كانت العملية لبلا وفي مكان اقرب الى ماتسمى خطوط النار او نقاط التماس ،

خمس جهات دفعة واحدة حاولت تكريس فكرة واحدة رواية الطائرة الحوثبة ،مع ان (طوائر) الحوثي لاتطير الا نهارا ولا تطير ليلا وفق اغلب الروايات ..؟!

لكن الجهات الرسمية قالت انها طائرة من (طوائر) الحوثي وايضا تطير ليلا ،فنحن مجبرون لاعتناق تلك الرواية الرررررسمية حتى لانتهم بالخيانة العظمى لاننا نكون قد شككنا برواية المحرقة ..!

خمس روايات على الاقل كان آخرها شرطة الجماعة بحوالي عشرين ساعة من وقوع الحادث ،وسار على نفس المنوال رواية الطائرة الليلية الخبيثة التي دمرت محطة الوقود ثم عرجت الى المخازن ،وصولا للمنازل ..

تذكرني حادثة المسيرة الحوثية بواقعة اتهمت فيها الى جانب رفاقي الاطفال وانا تلميذ في الصف الرابع الابتدائي .

التهمة باننا مجموعة تلاميذ مشاغبون صعدنا سطح المدرسة وقمنا برجم الاحجار ،حتى اخترقت احداها عقد الادارة ونزلت على سطح مكتب المدير فكسرته ،ثم صعدت نحو صورة الرئيس (صالح) المعلقة مباشرة فكسرت زجاجه ،ثم عادت الى سطح المكتب ثانية لتلحق به كسرا آخر .

حجر تدخل من ثقب صغير ثم تحط على المكتب ،وتطلع لكسر صورة في مكانها ثم تعود رواية كاذبة بقوة المنطق .

لم نكن حينها كاطفال ندرك ان صالح الذي لم يفرغ بعد من (الولوغ) في دماء الناصرين، وتصفية حساباته معهم إثر انقلابهم العسكري السلمي ، سيشكل هاجسا لدى اجهزة سلطته المستنفرة ،ومنها الادارة المدرسية التي اخذت توظف صورته كما سلطته لارهاب الناس ولو كانوا اطفالا ،كحالتي ورفاقي الاطفال الذين تم تهديدنا بالاحالة الى قسم الشرطة الملاصق لمدرستنا الريفية إن لم ندفع مبلغ 15ريال عن كل واحد ثمنا لما كسر .وبالمناسبة كانت مجرد اشراخ بسيطة لاتستدعي ابتزازنا ،لكنها كانت عنوانا ربما لمرحلة نظام الرئيس الجديد صالح :ارهاب وابتزاز وشهادة زور وضرب منظومة القيم .

الشاهد هنا رواية الحجر والمسيرة الخبيثة ،

مهما تكن الروايات المتناقضة لاتبرر وجود مخازن سلاح في احياء سكنية مكتضة ،وبجوار محطة محروقات ،وبالقرب من متناول العدو يمكن ان يصل اليها او يستهدفها ،

واذا تمكن من استهدافها فالفضيحة اشد وانكى يقتضى فتح تحقيق ومحاكمة عسكرية للقائمين كيف وصل العدو إلى مخزون السلاح ..؟!

تعدد البلاغات مع تناقضها لتاكيد رواية مسيرة ليلية تخفي الكثير ،لعل وزارة الدفاع معنية بالاجابة وكشف الملابسات ومعرفة اسباب تفجر مخازن اسلحة الجيش في تعز التي تكررت في زمن غابت فيه الكهرباء وتماساتها ،والصواعق الرعدية واثارها .

تعز المدينة باتت عرضة لتفجيرات مخازن الاسلحة ،

مايجعل حياة السكان في خطر حقيقي ، فالى متى ستظل المدينة تنام على برميل بارود ..