آخر تحديث :الخميس-03 يوليو 2025-12:48ص

ريمة الحِميّرية… ومحاولة تحويلها لمعقل كهنوتي مُغلق بصبغة واحدة!

الأربعاء - 02 يوليو 2025 - الساعة 11:12 م

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


المِرْقَاة أو السلالم التي تقود إلى صعود المرتفعات الشامخة تعني كما قيل باللغة الحِميّرية "ريمة"، ومعظم الأسماء الحِميّرية التي رقمّت على الحصون والقرى والوديان والجبال ستجدها في "ريمة"، فيها مَحلة البيضاء ورباط حِميّر، وحصون غوران وقوردان ودنوه ويفعان وهكر وعزان، ووادي كلابه ووادي غيلمة، وفيها جبل ظلملم وجبل الأشابط المعروف في التاريخ الحِميّري باسم "جؤجؤ اليمن" أي السكاب، ومن شماريخ جبالها وطين وديانها خرج العديد من الثوار الأبطال الأحرار، وقامت بأرضها العديد من ثورات العزة والكرامة ضد الإمامة الكهنوتية البغيضة.


بالأمس هاجمت الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة أحد أبناء "ريمة" في عقده السابع من عمره، ممن لا يؤمن بالولاية، ولا يقبل بـ العكفوية ولا يستسيغ الخنوع والعبودية، ومن المناهضين لإمامة ولاية الفقيه، وسيرت الأرتال الميليشياوية المدججة لمهاجمة شخص واحد مع بعض أفراد أسرته، وكل ذلك بدعوى أنه يشرف على مدرسة أو مركز يقدم عبره مواد تعليمية مغايرة للون مناهجهم التضليلية العكفوية النتنة!. وقد اختار الرجل السبعيني النهاية التي تليق به، ورتل وصيته التي سمعها كل أحفاد سبأ وحِميّر، وآثر البقاء في منزله والدفاع عن نفسه وأرضه وماله وعرضه، وانتقى نهاية الأحرار الأبطال التي ارتضاها لنفسه السامقة!.


وبغض النظر عن انتماء الرجل السبعيني الحزبي أو المذهبي، إلا أن ذلك يٌعد مؤشرًا عن خوف العصابة الإجرامية واهتمامهم الكبير بأن تكون تلك المنطقة خالية من أبسط مدرسة أو مركز مضاد لفكرهم الملغوم الخبيث، ويعكس كذلك أهمية المنطقة الجغرافية الإستراتيجية بالنسبة لهم، وتوجهاتهم لجعلها أحد المعاقل الهامة المغلقة، وإحدى المناطق المركزية الخالية من أي لون مغاير!.


كيف لا، وجغرافية "ريمة" الوعرة ووديانها كثيفة الأشجار قد غدت ثاني أكبر مركز تدريبي مليشياوي بعد المعقل الرئيسي لهم (بصعدة)، ويتواجد بها ما يزيد عن سبعين جبل من الجبال المنيعة، وسبعين وادياً من الأدوية المفتوحة والضيقة والمحمية بتمويه الطبيعة!. كيف لا، وفي "ريمة" يقع أعلى جبل -بعد جبل النبي شعيب- قريب ويطل على البحر الأحمر، وكامل السهول التهامية المتاخمة مكشوفة تماماً أمام جبالها وتلالها الحصينة!. كيف لا، و"ريمة" ترتبط بعروس البحر الأحمر، وتجاور مركز كرسي الزيدية، وتمتد إلى بعض المناطق المحادية للعاصمة السياسية المحتلة!. كيف لا، والكهنوتية السلالية تعمل على مدار الساعة لتحويل "ريمة الحِميّرية" إلى قاعدة مركزية فارسية للتدريب والتصنيع، وموقع إتصال محوري، ومنصة إطلاق جوهرية، ومعقل مليشياوي أساسي، ومستودع حصين عبر حفر الأنفاق والكهوف والخنادق!.


ختامًا، لن تنتهي سلسلة جرائم السلالية بحق اليمنيين وسوف تزداد تباعًا؛ علمًا أن المناطق اليمنية المشهورة بمناوئتها التاريخية للكهنوتية السلالية سوف يتم استهدافها بسبل متعددة، وتحت حجج ومبررات متنوعة، وبفترات زمنية متفرقة!. كما أن مناطق "السلفية وبلاد الطعام وغيرها" في محافظة "ريمة" في عيون السلالية البشعة المرتعدة، حالها حال قيفة في البيضاء ومراد في مأرب وسرو حِميّر (يافع العليا) في لحج؛ علمًا أن تلك المناطق نفسها (وكافة المناطق المناوئة للكهنوتية السلالية) هي من سوف تقتلع بأيديها السبيئة الحِميّرية عيني دخلاء الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة!.