آخر تحديث :الأربعاء-25 يونيو 2025-01:21ص

إيران تكتفي برد محدود على الضربات الأمريكية وتفقد بوصلة المواجهة

الأربعاء - 25 يونيو 2025 - الساعة 12:59 ص

نايل عارف العمادي
بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب


في تطور لافت يعكس حجم الحرج والضغط العسكري والسياسي الذي تواجهه، اكتفت طهران برد محدود وخجول على الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية حساسة، وأسفرت بحسب تقارير أولية عن دمار شبه كامل لبعض البنى التحتية النووية التابعة لطهران.


الرد الإيراني جاء من خلال استهداف بعض القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي، وتحديدًا قاعدة "العديد" في دولة قطر، والتي تعد واحدة من أهم وأكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهو ما فسره مراقبون بأنه محاولة إيرانية لتقديم رد "محسوب" يحفظ ماء الوجه دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة مع واشنطن.


اللافت أن الرد الإيراني جاء بعد إشعار مسبق للقواعد الأمريكية، ما أفقد الضربة عنصر المفاجأة والمباغتة، وهما من أهم عناصر الفعالية العسكرية في أي رد عسكري هذا السلوك أشار إلى أن إيران اختارت الرد الرمزي بدلاً من التصعيد الحقيقي، خشية من تداعيات ضربة أمريكية مضادة "أكثر إيلامًا"، كما صرّح بذلك الرئيس الأمريكي مؤخراً.


وتسبب هذا الرد المحدود، وخاصة استهداف أراضٍ عربية، في إضعاف موقف إيران السياسي، وفقدانها لحالة التضامن العربي الذي كان يتغذى على مواقفها المناهضة لإسرائيل. وبدلاً من استهداف مباشر للكيان الصهيوني، وجهت إيران سلاحها نحو قواعد أمريكية في دول حليفة، ما أظهر ارتباكًا في تموضعها الاستراتيجي.


ويبدو أن طهران باتت تدور في حلقة مفرغة من التخبط، بين الردع والحذر، وبين التصعيد والتراجع، في ظل تفوق أمريكي جوي وتقني واضح. ومع ذلك، لا تزال إيران تحتفظ بورقة الضغط البحري عبر قدرتها على تهديد الملاحة الدولية في مضيق هرمز، وأسلحتها البحرية غير التقليدية كالزوارق المفخخة والألغام المتطورة.


لكن تبقى خيارات إيران محدودة، فالتفوق الأمريكي الكبير يضع طهران أمام واقع صعب، يجعل من أي مغامرة عسكرية واسعة مخاطرة غير محسوبة العواقب. وبين الردود الرمزية والتلويح بالتصعيد، يبدو أن إيران تخسر تدريجياً ما تبقى لها من أوراق سياسية في معادلة إقليمية باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.