بقنابل أمريكية إنتهت قصة النووي الإيراني صباح اليوم الأحد ، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع ، أما برضوخ إيران للسلام كما وصفه ترامب ،أو الذهاب إلى حرب أوسع نطاقا ً تطال الإسرائيلي والأمريكي معاً وتسحب المواجهة نحو حرب إقليمية.
الخيار بيد القيادة الإيرانية ،فيما الطائرات الأمريكية ما زالت مذخرة بقنابل محمولة على بي 2 ،وحاملات الطائرات مشرعة صواريخها التوماهوك وإسرائيل هي الأخرى لم تغادر أجواء إيران.
الراجح إن النظام في طهران قد حسم أمره لصالح التضحية بالنووي مقابل بقاء الحكم ، مع (تحبيشة) كلام إنتقامي عن حق الرد وعن استهداف المصالح الأمريكية ،وعن أهوال يوم القيامة تنطلق من ايران ، وهو كلام دعائي للإستهلاك الداخلي، ولحفظ ماء وجه الدولة الإيرانية ، مع السماح برد فعل متفق عليه مع واشنطن ، محدود الأثر غائب النتائج على غرار مابعد إغتيال قاسم سليماني.
نحن أمام مشهدية أُسدِل الستار على جزئها الأول وهو النووي، وبقي البرنامج الصاروخي الذي يجري العمل على تفكيكه ، والأذرع الإيرانية التي لم تعد تشكل تهديداً حقيقياً بعد ضرب عمقها ومرجعيتها ، ومع ذلك سيفتح ملف البحث عن استئصالها بإتفاق ملزم، يمنع إيران من إعادة بعث الروح بهذه الأدوات، تسليحاً وإمداداً ،وطي صفحة التمدد الإيراني الإقليمي في المنطقة.
إسرائيل بغطاء أمريكي ستضع خاتمة للحوثي وبقية الأذرع ، وسيبقى الإنجاز ناقصاً إذا مابقيت هذه الصورايخ في حالة إنفلات ،أو حتى في ايد غير منضبطة ومغامرة.
مابعد الضربة الأمريكية هل نحن أمام حرب أم سلام ؟
المعطيات تذهب إلى خيار التسوية ،وعقد الصفقة التي تحافظ على الوطنية الإيرانية كولا تفسح المجال لمزيد من المواجهات تودي بالنظام وتلحقه بالمشروع النووي، الذي لم يعد قائماً على الأرض.
النظام العربي الرسمي وليست إسرائيل وحدها ، تنفس الصعداء وبات في وضع آمن بعد دفن المشروع النووي الإيراني إلى الأبد ، أو هذا مايبدو في كشف نتائج القصف حتى الآن، وستكون في مأمن أكثر بعد وضع خاتمة لملحقات إيران، بصفقة سياسية أو بعمل عسكري أمني في اليمن يشبه مجسم الضاحية.