الصعود الإيراني كان هدية غير مقصودة قدمتها إدارة بوش الابن لنظام الملالي بغزو العراق عام 2003. بعدها صارت طريق طهران مفتوحة لعواصم الدول العربية القريبة.
صعود إيران ترافق مع تراجع الدول العربية المحورية. تراجعت السعودية عن دورها الإقليمي بعد أن حاصرتها إيران بميليشياتها من الجنوب (الحوثي) ومن الشرق (العراق والأقليات الشيعية في الخليج)، ومن الشمال (حزب الله).
تراجع دور مصر الدبلوماسي في دعم القضية الفلسطينية بسيطرة إيران على غزة (حماس) واختطافها لسردية الدفاع عن القضية.
لم تستطع إسرائيل عزل وحصار الدول العربية المحورية لكن إيران نجحت. وسبب نجاحها أنها اعتمدت على تفخيخ الأقليات المذهبية داخل هذه الدول وإعادة تدوير خطاب ديني ثيوقراطي متخلف لا تزال له جاذبيته عند العموم.
سقوط حكم الملالي أو انزواؤه داخل حدوده الوطنية سيعيد الدول العربية المحورية إلى دورها الإقليمي. لا شك أنه سيساهم أيضًا في صعود قوى أخرى إلى جانب إسرائيل مثل تركيا.
لكن إيران لم تكن أبدًا حليفة للعرب. بل إن أقسى حروب إيران وأدماها كانت ضد العرب وداخل الدول العربية ومن أجل اختراق وتفتيت المجتمعات العربية.