آخر تحديث :السبت-21 يونيو 2025-01:24ص

هل يعرف محافظ عدن كيف ينظر إليه اليوم أهل المدينة المنكوبة؟!

السبت - 21 يونيو 2025 - الساعة 12:02 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


كان الصمت سيد الموقف داخل حافلة نقل جماعي متوسطة في عدن، حتى كاد سائقها المراهق أن يصطدم فجأة بسيارة حاولت الدخول في الخط، فصرخ كل الركاب في وجه ذلك الشاب المتهور معاتبين إياه على استهتاره بأرواحهم..

ليرد السائق عليهم بكل برود وتحد غبي: مالكم علينا.. أنا خالي المحافظ احمد لملس بكله..برنه بيجيب لي حقي من أكبر شنب.


وهنا تفجر الموقف تماما بينه والركاب حتى كاد من خلفه أن يصفعه، لولا تدخل من حوله لحمايته ومحاولتي التوضيح للركاب بأن الشاب يمزح ولا علاقة له أو معرفة حقيقية بمحافظ عدن..

لتصرخ بعدها في وجهه امرأة كبيرة بالسن: عادك ما تستحي على نفسك أنك تفاخر بأن خالك هذا المحافظ الافشل في تاريخ عدن اللي رجع نحن لعصر الحمير بعدن.. الله لا سامحه ولا غفر له. خلانا تتعذب هكذا فلا ماء ولا كهرباء ولا رواتب ولا عملة ولا تعليم.. متى قد كانت عدن بهذا الحال قبل خالك ال..... عليك ما تستحي..

وقبل أن تكمل حديثها، قاطعها رجل آخر نحيل البنية منهك يتصبب عرقا وقهرا بدعاء خالص من أعماق أعماق قلبه بأن يهلك كل من تسبب لعدن بهذا الوضع الكارثي الذي لم تعرفه من قبل، وأن يصيبهم وأهلهم ويجعلهم مشردين في كل أصقاع الأرض..

وهنا تدخلت بطريقة معاكسة وقلت لهم ياجماعة صلوا على النبي: ايش بيده المحافظ... وفجأة انفجر الموقف مجددا ونالني من السب والشتم واللعن المستحق ماجعلني اندم على مغامرتي الغير محسوبة النتائج، بعد أن أفحموني بأسالتهم عن دواعي بقائه بمنصبه لو كآن يحترم نفسه طالما وهو عاجز هكذا عن تقديم أي خير لعدن وأهلها المنكوبين اليوم بكل الأزمات

وآخر يلعن الحكومة بكلها ومن بدافع عنها وثالث يشتم في الانتقالي الجنوبي الى سابع جد، على مشاركته الرئيسية في جرائم تعذيب أهله من أجل تقاسم السلطة والمناصب والمكاسب.

وهكذا استمرت الرحلة الداخلية القصيرة لي بعدن، كانت كلها سب ولعن وشتم وصراخ حتى وصلت وجهتي في قلب كريتر وأنا أتعهد لنفسي بأن لا أتحدث أو أشارك بأي نقاش سياسي على متن حافلة بعد اليوم بعدن.


هل يعرف محافظ عدن كيف ينظر إليه اليوم أهل المدينة المنكوبة؟!

#ماجد_الداعري