نساء تعز ... خرجن دفاعًا عن كرامة يخنقها العطش ، وتطفئها العتمة ، ويُهينها الصمت ، فكفاكم نفاقاً أيها الحوثيون، وكفاكم بطئاً أيها الشرعبون . الناس تموت، و الصيحات وصلت السماء.
شهدت محافظة تعز عصر اليوم الخميس ، وقفة احتجاجية نسائية حاشدة نظمتها عدد من نساء المدينة تحت شعار "ثورة من أجل الكرامة "، في تعبير غاضب عن تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية التي تعصف بالمدينة في ظل في ظل الغلاء الفاحش وارتفاع العملات. فما الذي يمكن أن تقدمه الـ150 ريالًا سعوديًا للمواطن، في ظل غياب أي حلول جذرية لوقف انهيار العملة؟!؟"
الوقفة الاحتجاجية لم تكن مجرد حشد ، ولا ترفًآ ولا صخبًآ بل كانت صيحات صادقًة من قلب معاناة طويلة ، صيحات قالت فيه المرأة التعزية : "كفى صمتًا... كفى تجاهلًا... كفى عبثًا بحياتنا ومستقبل أطفالنا ، صيحات طالبت بأبسط حقوق العيش الكريم( كهرباء لا تنقطع في عزّ الصيف، ماء يصل إلى كل بيت، مدارس تليق بأحلام أبنائنا، ومستشفيات تعالج المرضى بإنسانية).
هؤلاء النسوة لسن خائنات ، ولا عميلات ولا مرجفات ، ولا مرتزقات ،و لاصهيونبات هؤلاء نساء تعز .. حرائرها.. خرجن يطالبن بحقوقهن وحقوق أطفالهن و أزواجهن، خرجن ليقلن نستحق الحياة...
خرجن هؤلاء النسوة في تعز الشرعية ، حيث لا أحد يُسحل في الشوارع لأنه قال "أريد راتبي" ، و لا أحد يُعتقل لأنه كتب تغريدة عن انقطاع الكهرباء أو ارتفاع الأسعار وفي حرية تامة وأمان واطمئنان وفي حماية كامل من أجهزة الدولة.
لكن بالله عليكم، هل يقدر يمني واحد في (مناطق الاحتلال الحوثي الإيراني) أن يفعل نفس الشيء ؟!؟ هل يجرؤ رجل أو امرأة أن يخرج بمظاهرة، أو حتى يكتب منشور بسيط يطالب فيه بحقه دون أن يُرمى عليه ألف تهمة وتهامة ؟!؟ (مرجف، مرتزق، عميل، خائن، صهيوني ، كافر)..!! هل سينجو من السجن والتعذيب والابتزاز المالي ، ومن الفجيعة التي تسحق قلب أهله وتذل قبيلته؟!؟
أتحداكم أيها الحوثيون أن تتركوا اليمنيين في مناطق سيطرتكم يعبرون عن آلامهم كما يفعلون في مناطق الشرعية., فظلمكم تجاوز الخيال.. وقهركم أشد من يعبر الحرب نفسها..
وفي الوقت نفسه، نوجّه رسالتنا للحكومة الشرعية: عليكم أن تُسارعوا في الاستجابة لمطالب هؤلاء النسوة، ومطالب الشعب اليمني الكريم ، عليكم أن تتحركوا بسرعة لتقديم الخدمات، وإصلاح الوضع الاقتصادي بصورة عاجلة، حتى تُعطوا نموذجاً مشرفاً يُفتخر به.. نموذجاً يمثل وجه اليمن الحقيقي، لا وجه الاحتلال الحوثي القبيح.
" والله غالب علي امره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )