آخر تحديث :الإثنين-16 يونيو 2025-08:38ص

الضربة القاضية تبدأ من مشهد.. الملالي في الزاوية الأخيرة

الإثنين - 16 يونيو 2025 - الساعة 12:53 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏كل الأجواء الإيرانية تحت سيطرة سلاح الجو الإسرائيلي ، قبل لحظات أكملت آلة الحرب الطوق بالوصول إلى أبعد نقطة في الشرق ،بمهاجمة مشهد التي تبعد 2300 كيلومتر عن أقرب نقطة إسرائيلية.

صحيح إن ايران في الوعد الصادق 3 إختلف ردها عن سابق الوعدين ، ولكنه رد في جردة حساب الخسائر يبقى ضريبة حرب متوقعة سلفاً ، لدى صانع القرار العسكري السياسي الإسرائيلي.

مايحدث في طهران يكشف المسافة الفارقة بين الخطاب الدعي للقوة وبين الواقع الملموس ، حيث الهشاشة والضعف والإختراق في العمق ،للقيادات العسكرية الكبرى ،بما في ذلك منظومة الإستخبارات المعنية بمكافحة التجسس.

الهجوم الإسرائيلي كسر نمط الحرب التقليدية، وذهب بعيداً في تحويل إيران من داخلها إلى بؤر تفجيرات بالتفخيخ والقصف الصاروخي وإدارة معركة المسيرات ، ما يعني تفكيك النظام من الداخل ، وإضفاء بعد التغيير المحتمل على مواجهة راهنة ، ربما تتخطى تدمير البنية النووية الصاروخية إلى تغيير النظام برمته.

هناك حدان فاصلان بين ماقبل معركة الصواريخ ومابعدها ، حيث ممنوع أن تعود إيران إلى ماكانت عليه قبلاً ، كنظام مارق يهدد محيطه الإقليمي بالتمدد الجغرافي المباشر أو زعزعة أمنه عبر الأدوات ، وإن أقصى ما تتمنى تحقيقه طهران الحفاظ على نظامها السياسي بتقديم التنازلات المؤلمة ، وتجنيب حكمها ممكنات السقوط.

نحن أمام حالة لا تشبه سابقاتها حتى ثماني سنوات الحرب تلك مع العراق، حالة اليوم تعيد رسم ملامح النظام الإقليمي بإزاحة قوة -إيران - وإحلال قوة اخرى هي إسرائيل في هيكلية الدفاع والأمن والاقتصاد الإقليمي، وهو ماتستحسنه الدول العربية وإن شجبت واستنكرت ماوصفته بالعدوان الإسرائيلي على سيادة ايران.

هل يعود حكم الملالي ثانية إلى وضع ماقبل هذه المواجهة؟

قطعاً لا ، فالمتاح أمامه أما الدخول بصفقة رفع الراية البيضاء في ملفي النووي والصاروخي بالتفكيك الكامل ىوفق النموذج الليبي القذافي ، وإما توفير شروط التغيير بالقوة من الخارج وبدعم معارضة الداخل ،وهي معارضة ذات حيثية وإن لم تبدو ضاهرة على السطح.