أسلوب تخاطب مذيع قناة الحدث مع الأخ مختار اليافعي اسلوب متعالٍ وفوقية واضحة يسهل اكتشافهما من خلال الأسئلة او لغة الجسد، أو حتى بالابتسامة الصفراء.
فالقناة تعرف التوجّه الرسمي السعودي اللامبالي تجاه الانتقالي والرئاسي وكل القوى الأخرى المتحالف معها الانتقالي بانه مواقف غير مكترث ولا يعيرهم ومطالبهم اي اهتمام. ولهذا فتصرف مذيعو القناة- التي تمثل الموقف الرسمي السعودي- هو تصرف صدى للصوت الرسمي ومرآته العاكسة.
فالتحالف لا يحتاج الى اي مسئول يسكب كرامته على شاشة تلفزة او في قاعة اجتماع ليعرّفه بحجم المأساة التي نعيشها وطُرق التغلب عليها، فهو يعرفها حق المعرفة بكل تفاصيلها طيلة العشر السنوات، وإن أراد حقا معالجتها لفعل هذا خلال أيام فقط ولحشد لها كل إمكانياته المالية والإعلامية كما فعل بعدة دول، كان آخرها في سورية. فلا تعوزه المعلومة ولا تنقصه الإمكانيات إن اراد فعل شي واتخذ قراره السياسي.
ولكن لماذا سيكلّف التحالف نفسه هذا العناء ويطفق بانتشال هذه الاوضاع من مستنقعها الآسن طالما والأمر لا يمس مصالحه؟ولا يضره انقطاع كهرباء في حي كريتر او تفشي أوبئة في المنصورة ،أو جوع طفلٌ في التواهي، وطالما ان المعنيين من القوى السياسية التي تقيم بفنادقه الوتيرة لا تطلب منه فعل شيء أصلا تجاه هذه المعاناة، بل أنها ومن خلال ابواقها الرخيصة لا تنفك من الإشادة والإطراء المبتذل به ليل نهار وتغرقه في بحر من التملق ،وترتعد الفرائص منه؟.
ومع كل هذا يصعب إلقاء اللوم على التحالف برغم دمامة تصرفاته وبشاعة تخاطبه وتعامله، فاللوم بدرجة اساسية يقع على من أرخص وطنه واذل شعبه عند العرب والعجم نظير منفعة ذاتية او بحث عن صناعة مجد شخصي.
...صحيح ان جزءاً كبيرا من هذه الماساة التي نعيشها وهذا الفشل المتكوم فوق رؤوسنا وكل هذا الضياع والتشظي خلال السنوات العشر هو صنيعة التحالف بقصد او دون قصد ،ولكنه يفعلها إنفاذا واتساقا مع مصالحه بطُرق غير مباشرة عبر قفازات و أدوات محلية يتخفى خلفها تجعله يحتل المركز الأخير من درجات اللوم و السخط.
فالعقرب تلسع بذيلها.
*ص.السقلدي