في ظل الأزمات الإنسانية المتعاقبة، يعاني اليمن من معدلات فقر مرتفعة، حيث تشير التقارير إلى أن نحو 80% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، مما يجعلهم عرضة للعوز وانعدام الخدمات الأساسية. تعز، واحدة من أكثر المدن تأثرًا، تجسد هذه المعاناة بشكلٍ واضح، حيث تعاني من غياب المياه الصالحة للشرب وارتفاع أسعارها.
في وقفة احتجاجية مؤخرًا، كانت النساء في المقدمة، يحملن دبات الماء والحطب والفوانيس القديمة. وقد كتبن على لوحاتهن شعارات تعبر عن معاناتهن، مثل "أنا عاطش" و"أحتاج قرارات تحمي المواطن". هذه المشاهد تعكس الوضع الكارثي الذي تعيشه الأسر، حيث أصبح الحصول على المياه يمثل تحديًا يوميًا، إذ تتجاوز تكلفة المياه راتب الموظف البسيط، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على الأسر ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
تُظهر الإحصاءات أن معدل الفقر في تعز تفاقم بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت نسبة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إلى 50%، مما يهدد قدرة العديد من الأسر على تأمين احتياجاتها الأساسية. في هذا السياق، أصبحت النساء في تعز صوت الأمل، يرفعن شعارات تدعو إلى العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية.
لقد كانت صرخات النساء في الاحتجاجات تعبيرًا عن الألم والقهر، حيث رددن: "انتظارنا لم يعد خيارًا، نحن بحاجة إلى قرارات عاجلة وسلطة محلية تحمي حقوقنا". إن هذا النداء هو صرخة لضمير المجتمع، الذي يجب أن يستجيب لمطالب المواطنين بدلاً من الانشغال بالمصالح الخاصة.
الواقع الذي تعيشه النساء في تعز يعكس الحاجة الملحة لوجود إدارة حكومية فعالة تعمل على تلبية احتياجات المواطنين. فالأعباء التي يتحملها المواطنون ليست فقط نتيجة الحرب، بل أيضًا نتيجة الفساد وسوء الإدارة. إنه من الضروري أن تتضاعف الجهود لتوفير الماء والكهرباء والخدمات الصحية، لضمان حياة كريمة للجميع.
إن الأرقام تشير بوضوح إلى أن الأوضاع الاقتصادية قد تدهورت بشكل كبير، حيث باتت قيمة الراتب لا تكفي لتلبية احتياجات أسرة متوسطة ليومين متتاليين، مع شرب الماء. هذا الوضع يتطلب تحركًا عاجلاً من السلطات المحلية والدولية، لضمان تقديم الدعم اللازم وتوفير احتياجات الأسر.
نساء تعز، برغم كل المعاناة، يواصلن النضال من أجل حياة كريمة. إن صرخاتهن ليست مجرد تعبير عن القهر، بل هي دعوة للضمير الإنساني وللعمل الجاد من أجل التغيير. إنهن يطالبن بمستقبل أفضل، حيث تتوفر الخدمات الأساسية ويعيش المواطنون بكرامة وأمان. هذه الوقفة هي بداية لمطالبات مستمرة، تعكس إرادة النساء في مقاومة الظروف الصعبة والسعي نحو تحسين واقعهن وواقع مجتمعهن.