سلطنة عمان الحامي الحصري للحوثي وطوق نجاته ، والراعي الرسمي لتسويقه لدى المجتمع الدولي ، بتقديمه كجماعة سياسية لا منظمة مصنفة على قوائم الإرهاب.
العراَّب العماني نقل توسلات الحوثي للإمريكان وخضوعه الكلي للمطالب الأمريكية ، بإعلان إستسلامه والكف عن استهداف الممرات الملاحية الدولية، وبقيت إسرائيل نقطة الغموض، وما إذا كانت مشمولة بالمطالب الأمريكية أم لا ، وهل مايجعل يد تل أبيب طليقة في ضرب العمق الحوثي ، الذي لم يعد يملك مالاً للإستمرار ولا عتاد لمواصلة الحرب ، إلا من بضعة صواريخ على قائمة الاستهداف إسرائيلياً.
الحوثي يخلط الأوراق ويمارس تفسيراته المخاتلة، هروباً من تصدع جبهته الداخلية وإرتداد هزائمه على حواضنه وبيئته الداعمه ، هو لا يكشف حقيقة طلبه الكف عن ضربه مقابل التنازل وقف تدميره بالكامل ، بل كمحترف مراوغة ولي عنق الحقائق يذهب لتقديم نفسه كمحاور ند لأمريكا ، وكطرف في صفقة لا كجماعة تم تدميرها وإضعاف قدراتها إلى ماقبل الصفر بقليل.
نتنياهو أعلن الآن في تصريح له ، إنه سيدافع عن إسرائيل وسيعيد إحراق الحوثي وتصفية مابقي له من قوة عسكرية وقيادات ،حال عاود إرسال صواريخه الطائشة التي لاتدمر ، لاتقتل ولا تجرح.
في سياقات متصلة تبرز الفرص الضائعة، والعجز عن إلتقاط حالة ضعف الحوثي ، من قبل المكونات العسكرية المناهضة ، والبدء بعملية مكملة لتحرير الأرض، بدعم دولي وبتغطية سياسية من دول القرار ، وهي في وضع الخدر هذا غير مدركة أو مستهينة بإن الحوثي يستطيع أن يعيد بناء نفسه ،وترميم تكسراته وتغطية الفاقد البشري من مخزون سكاني يقع تحت سيطرته.
نحن أمام فرصة أما أن يتم التقاطها وأما ان تلحق بالفرص الضائعة ،من نهم والإقتراب من صنعاء ،وحتى التفريط باستعادة الحديدة بالتوقيع على إتفاق ستكهولم.
أنجزت الضربات الجوية مهمتها بتدمير السلاح الإستراتيجي للخصم، وبقي إمساك الأرض مسؤولية الطرف الذي يحمل لافتة الشرعية، ويقدم نفسه كبديل عن الإنقلاب ، إلا في حالة واحدة التفكير الخائب ان الأمريكي سيصنع أحمد جلبي آخر في اليمن، ويحمله على دباباته بإتجاه القصر الجمهوري وكرسي الرئاسة ، وهو يقيناً ما لن يحدث.