الكل في حيص بيص.. الحوثيون أمام خيارات صعبة…الشرعية متكئة على كتف التحالف.. .الجنوبيون الى المجهول.. هل ننجو؟
…….
لا استبعد صحة تصريحات ترامب التي قال فيها ان الحوثيين راغبون بوقف الهجمات بالبحر الأحمر وإنه بالمقابل قرر وقف الغارات على اليمن. الحوثيين الذين تلقوا ضربات قاسية من الطيران الاسرائيلي باليومين الماضيين كانت أشدها اليوم الثلاثاء ردا على صواريخهم التي طاولت مطار بن غوريون سوف يحاولون التهدئة مع ترامب بالبحر الأحمر ،ربما بوساطة روسية بإيعاز إيراني لموسكو بالتدخل لدى ترامب- دون ان يعلنوا رغبة صريحة بهذه التهدئة بل قد يعلنون العكس اي نفيهم تصريحات ترامب كنوع من الكبرياء والتماسك- وذلك لتحييد الهجمات الأمريكية ومجابهة الجانب الاسرائيلي الذي قد يعيد الكرّة بضراوة في حال هاجم الحوثيون إسرائيل ثانية هجوما على غرار ما تعرض له مطار بن غوريون.
الرد الحوثي على قصف مطار صنعاء متوقع، لكن إلى أي مدى سيكون ذلك مؤثرا. على الارجح سيكتفي الحوثيون برد شكلي محسوب لحفظ ماء الوجه ولئلا تعيد إسرائيل القصف ثانية- فهي لا تتورع بقصف مدمِر في بلد هو مدمّر اصلا- رد حوثي على شاكلة السيناريو الذي رأيناه بين ايران واسرائيل بالشهور الماضية.
…. سيعمل الحوثيون كعادتهم على استثمار ما جرى استثمارا سياسيا وشعبيا بل وعربيا لتعويض خساىرهم المادية تعويضا جماهيريا ،وبالذات بعد ان ايقنوا أن امريكا واسرائيل لا يخططان لحرب برية على الاقل حتى اللحظة، وإن الحكومة اليمنية المعترف بها رغم عدائها للحركة الحوثية وتتوق بلوغ صنعاء ليست متحمسة بحرب برية بل وليست جاهزة بدعم ومشاركة عسكرية أمريكية الإسرائيلية لىلا تبدو نسخة من المعارضة العراقية التي أسقطت نظام الرئيس الشهيد صدام حسين وتخسر قاعدتها الشعبية المتواضعة هناك، وتقديم أنفسهم اي الحوثيون داخليا وعربيا كقوة عربية التي ناصرت غزة ،وينتزعون بالتالي مكاسب من فوق طاولة التسوية السياسية وإحياء خارطة الطريق السعودية .فالوضع على كل المستويات في الشمال سيىء ومريع لن يجد الحوثيون معه بدٌ من الإنحناء والتجاوب مع أية تسوية قادمة حتى وان كانت مكلفة لهم.
… مصير الشرعية سيكون معروف فهي جزء من الحل القادم فهي ملحقة بالتحالف، وبحكم مدلولها الشرعي أمام العالم وستتقاسم وتدير مع الحوثيين بإشراف التحالف وضع ما بعد التسوية.
….لكن الطرف الجنوبي هو الذي يبدو الجدار الأقصر و يلف مصيره الغموض الكثيف. ففي الحالتين أي في حال ان تمت تسوية سياسية او ان تمت الأمور بحسم عسكري، ففي الحالتين سيجد نفسه في خضم المعمعة لا احد سيستمع لصوته بعد فوت الفرص التي اتيحت لها لانجاز مشروعه التحرري خلال العشر سنوات الماضية ، فالعالم واولهم التحالف سيكون منشغلا بتطبيع الأوضاع باسم الجمهورية اليمنية ولا مكان لصوت غير ذلك يفرد خارج سرب الواقع . وحينها سيجد المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه امام مازق أكثر حرجا وتعقيدا مما هو فيه اليوم. فهو ننجو من إعصار وترتيبات القادم؟.
نرجو للجميع السلامة والسلام.
* ص.السقلدي