آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-01:59ص

دماء الصحفيين اليمنيين.. جرائم بلا عقاب

الثلاثاء - 06 مايو 2025 - الساعة 01:27 ص

عبدالخالق عمران
بقلم: عبدالخالق عمران
- ارشيف الكاتب


تقارير نقابة الصحفيين اليمنيين بالتعاون مع الإتحاد الدولي للصحفيين و اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان الصادرة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، ترسم مشهداً مأساوياً عن عشر سنوات سوداء من الإرهاب الحوثي والحرب الممنهجة والمتواصلة ضد الصحفيين في اليمن، وسط صمت دولي مخزٍ وتراخٍ داخلي كارثي.


لا تكتفي هذه التقارير بسرد أرقام جافة بل تنزف بين سطورها جثثاً ودماء وآهات مكتومة لصحفيين دفعوا أرواحهم ثمناً للحقيقة وواجهوا آلة بطش لا تعرف الرحمة ولا تتوقف عن التنكيل.


ورغم الجهود المشكورة للمنظمات الصحفية والحقوقية في اليمن إلا أن حجم الجريمة الحوثية يتجاوز تلك الإمكانيات المحدودة ويستدعي تحركاً استثنائياً وطنياً ودولياً يهدف إلى توثيق قانوني صارم وممنهج يفضي إلى إعداد ملفات قضائية تُرفع أمام المحاكم المحلية والدولية تطارد القتلة أيّاً كانوا وأينما كانوا وتلاحق الجناة بلا هوادة لا أن تركن في زوايا الإهمال والنسيان.


لا يمكن حماية حرية الصحافة بالبيانات وكذلك لا تصان بالشعارات، بل عبر ملاحقة الجناة ومحاسبتهم علناً على جرائمهم التي ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، أي تهاون في هذا الشكل يُعد تواطؤًا مع الجريمة، كما أن صمت المجتمع الدولي يشكل غطاء تستغله ميليشيا الحوثي الإرهابية للاستمرار في مسلسل الانتهاكات الوحشية بحق الصحفيين والمدنيين.


على الصحفيين كضحايا وشهود عيان، أن يلتزموا بواجبهم الأخلاقي والمهني في توثيق الانتهاكات التي يتعرضون لها ورفعها إلى الجهات القضائية المختصة، لضمان محاسبة الجناة وردعهم ومنع تكرار هذه الجرائم، وانتزاع الحق في الإنصاف والتعويض العادل. على المجتمع الدولي أيضاً تقديم دعم ملموس لمشاريع التوثيق والمساءلة، مثلاً تدريب وتأهيل الراصدين عن كيفية استقبال البلاغات والتحقق منها وتوثيقها بصيغة قانونية دقيقة ومحكمة، لإعداد ملفات كاملة وشاملة بكل الوثائق والبيانات والأدلة المطلوبة لتقديمها للمحاكمة.


وفي الحقيقة مؤسف جداً أن نلاحظ تقاعس السلطات القضائية الشرعية، بما في ذلك المحاكم والنيابات، عن التعامل بجدية مع ملف انتهاكات الإرهابيين الحوثيين ضد الصحفيين، لذلك نوجه نداءً عاجلاً لكل المنظمات الصحفية والإعلامية والحقوقية والمعنية بتحقيق العدالة وكل أصحاب الضمائر الحية للتحرك قبل أن تختفي أدلة الجرائم وتغيب شواهدها تحت ركام الإهمال والتقاعس، لأن هذه معركة وجود بين الكلمة والرصاصة بين الحقيقة والخرافة، وعلى الجميع أن يحدد موقفه؛ إما الوقوف مع الحقيقة أو الرضوخ للجريمة.


نثمّن كل جهد صادق سُخّر لحفظ الذاكرة الحية لجرائم ميليشيا الحوثي ضد الصحافة اليمنية، مهما بدء الجهد متواضعاً فهو يشكل حجر الأساس في بناء صرح العدالة الذي تُبنى عليه ملفات الإدانة والمحاسبة، توثيق الجريمة هو الخطوة الأولى نحو هزيمتها وكل وثيقة تكتب وكل شهادة تسجل تقربنا من اليوم الذي تستعاد فيه الكلمة حرة ويقتص فيه من الجناة والمجرمين وتُعاد فيه كرامة الصحافة والصحفيين.


العدالة حق التوثيق واجب والمحاسبة قادمة طال الزمن أو قصر


‎@NCIAVHRYemen ‎@IFJGlobal ‎@IFJ_AR